البيضاء والمعروفة تاريخيًا باسم بلگراي وزاوية البيضاء وبيضا ليتوريا ، تعتبر رابع كبرى مدن ليبيا ومن المدن الكبرى والرئيسية في ليبيا . كانت مدينة البيضاء عاصمة ليبيا سابقًا في عهد المملكة الليبية من عام 1963 حتي 1969 ، تعتبر عاصمة الجبل الأخضر وأكبر مدنها ومركزها الرئيسي والإداري حيث تعد ثاني كبرى مدن المنطقة الشرقية وأهميتها بعد بنغازي ، يبلغ مجموع سكان شعبيتها حسب تعداد 2011 العام للسكان 250,000 نسمة. مدينة البيضاء تسمى كذلك بمدينة الثلوج نظراً لتساقط الثلوج عليها شتاءً، وهي معروفة بجوها المعتدل صيفاً، أما في الشتاء فإن شتاء مدينة البيضاء بارد وتعرف كذلك “بعروس الجبل”، وهذه التسمية يطلقها سكان المدينة من فرط حبهم الشديد لمدينتهم.
عرفت البيضاء في بدايات القرن الأول قبل الميلاد عند الاستيطان الإغريقي في شمال شرق ليبيا باسم بلاغراي وذكرت على خريطة اللوحة البويتينغرية (Tabula Peutingeriana) في القرن الثالث عشر، وفي العقد الخامس من القرن التاسع عشر عام 1840 تعرف بزاوية البيضاء في بدايات الحركة السنوسية، وفي العقد الخامس من القرن العشرين عام 1933 عند الاستعمار الإيطالي لليبيا تعرف بيضا ليتوريا (بالإيطالية: Beda Littoria)، وفي العقد السادس من القرن العشرين عام 1950 تعرف باسم البيضاء.
وأقيمت زاوية البيضاء على آثار بلدة بلاغراي الإغريقية، وتميزت هذه الزاوية بلون طلائها الأبيض الناصع، علاوة على أنها كانت تقع على قمة مرتفعة، مما جعلها ظاهرة وواضحة للعيان، فسميت هذه المنطقة بالزاوية البيضاء. ومع مرور الزمن أصبح الناس ينطقونها بدون كلمة الزاوية، ومنذ ذلك الحين عرفت المدينة باسم البيضاء. اعتبر السنوسيون زاوية البيضاء الزاوية الأم لحركتهم، وكان يسمونها أم الزوايا، واتخذوا منها عاصمة سياسية ومقرًا لحكومتهم في العهد الملكي في ليبيا، إلا أنها لم تكن عاصمة بمقتضى الدستور، ومن ثم نقلت العاصمة إلى طرابلس عند الانقلاب العسكري ضد الحكم الملكي.
تشتهر مدينة البيضاء بالأودية والغابات المجاورة لها والتي لا توجد في باقي مناطق مدن الجبل الأخضر كما تحتوى هذه الغابات على أشجار الصنوبر والخروب ونبات الزعتر و زعرور المعروف بإسم البطوم في ليبيا والشماري والتيه وعشبة الخلعة وإكليل الجبل ومعظم هذه الاعشاب طبية وتشبه الغابات اليونانية والإيطالية. وقد اثبت العلم ذلك. كما أن اجود أنواع العسل موجودة في هذه المنطقة نظرا لغزارة الأعشاب بها.
كما أن هضبة الجبل الأخضر بصفة عامة فمساحتها 20 ألف كيلومتر مربع من الشمال الشرقى للبلاد ، حيث يبلغ طول السلسلة 200 كم من منطقة الباكور في الغرب الى وادى البقر للشرق من درنة ، وعرضه 75 كم . وتبلغ أعلى نقطة فيه حوالى 850 متراً في منطقة الحمرى . وتمتد الشواطئ المطلة على طول السلسلة حوالي 220 كيلومترا بتنوع في التضاريس وانتشار الالسنة والخلجان.
يتميز مناخ الجبل الأخضر بالاعتدال في الحرارة ويميل الى البرودة في فصل الشتاء ويبلغ معدل سقوط الأمطار فيه حوالى 400 ملم سنوياً .
تتنوع التركيبة العرقية للسكان في مدينة البيضاء لتشمل إلى نوعين: عرب، قريت (يونانيون). يمثل العرب النسبة الأكبر، بينما يمثل القريت الأقلية بالنسبة للعرب. ينتمي العرب إلى عدد من قبائل برقة، والتي كانت ترتكز في مدينة البيضاء، مثل: البراعصة والحاسة والدرساء والعبيدات والمسامير وأولاد أحمد (حمد)، وغيرهم كالعوامة والسعيط والقطعان والحسانة. إضافة إلى عدد من أبناء قبائل مدينة مصراتة وقبائل مدينة درنة.
تضم المدينة نسبة كبيرة من العرب من المصريين والسودانيين والسوريين والعراقيين. كما توجد أعداد من الأجانب في المدينة منهم البولنديين والباكستانيين والإيطاليين والصينيين والأتراك. إضافةً إلى أعداد من الأفارقة وبعض اليهود الذين أسلموا بعد التصادم الذي شهدته ليبيا بين سكانها من المسلمين واليهود في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1945.