اكتشف الباحثون بقايا لأشباه البشر في جزيرة فلوريس إندونيسيا عام 2003، وقد تصدر هذا الاكتشاف عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.
التطور البشري
حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، كان العلماء ينقبون في أعماق فوهة من الحجر الجيري الجبلي في جزيرة فلوريس النائية في إندونيسيا. وما وجدوه في ذلك اليوم من عام 2003 حطم المعتقدات الراسخة حول التطور البشري.
فبعد إخراج جمجمة صغيرة من الأرض برفق، واجه العلماء نوعًا جديدًا من البشر.
في ذلك الوقت، قال عالم الأنثروبولوجيا وعضو الفريق البروفيسور بيتر براون من جامعة نيو إنجلاند، أستراليا” كنت سأكون أقل اندهاشًا إذا اكتشف شخص ما كائنًا فضائيًا.”
قبيلة الهوبيت
خلال هذا الإكتشاف، تم استخراج هياكل عظمية. منها هيكل عظمي جزئي لمخلوق بشري يبلغ ارتفاعه أقل من 4 أقدام وأُطلق عليه لقب “الهوبيت”. وكان الأمر الأكثر إثارة حسب العلماء هو حقيقة أنه ربما تعايش هذا النوع من البشر جنبًا إلى جنب مع الإنسان الحديث، الإنسان العاقل Homo sapiens.
منذ ما يقرب من 20 عامًا، تتزايد الشائعات القائلة بأن هؤلاء الأنواع من البشر لم يموتوا أبدًا. وأنهم استمروا في العيش في الجبال النائية في شرق إندونيسيا لعشرات الآلاف من السنين.
من جهته، حاول الدكتور جريجوري فورث، الأستاذ البريطاني في الأنثروبولوجيا والأكاديمي السابق في أكسفورد، الكشف عن لغز “الهوبيت” في كتابه “بين القرد والإنسان”.
أشباه البشر
وقد كانت فرضية بقاء هذه الأنواع من البشر على قيد الحياة واردة اليوم. وذلك في شهادة أدلى بها أكثر من 15 شخص للاستاذ.
في وقت سابق من هذا الشهر قبل نشر كتابه، قال الدكتور فورث “استنتج أن أفضل طريقة لشرح ما قالوه لي هي أن أشباه البشر قد نجوا في فلوريس حتى الوقت الحاضر أو في الآونة الأخيرة جدًا.”
في مقابلة حصرية مع الصحيفة، تحدث الدكتور فورث عن كيف سمع لأول مرة عن “وجود هؤلاء الأنواع من البشر ” في عام 1984. عندما كان يقوم بعمل ميداني في الجزيرة.
ثم في عام 2001، زار الدكتور فورث شعب ليو، قبيلة قديمة تعيش في أكواخ منعزلة في فلوريس، على ارتفاع آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر.
الهوبيت على قيد الحياة؟
في ذلك المكان، سمع الدكتور فورث، البالغ من العمر 74 عامًا، “قصصًا عن هذه المخلوقات التي شاهدها أحيانًا السكان المحليون في أعالي الجبال”.
بمرور الوقت، خلص العديد من العلماء إلى أن إنسان الهوبيت كان قادرًا على استخدام الأدوات وحتى إشعال النار.
والأحافير التي وجدها العلماء لهؤلاء البشر في كهف ليانج بُوا (Liang Bua) غرب جزيرة فلوريس لم يعرف بعد متى اختفوا بالضبط. وفي أي فترة تعايشوا جنبًا إلى جنب مع الإنسان المعاصر.
نفس الأسلاف
ولكن إذا كان الهوبيت البشري قد تجاوز البشر البدائيين، فهم بالتالي يمكن اعتبارهم الأنواع الأولى من البشر التي كانت موجودة في الزمن الأقرب إلينا.
بالنظر إلى أن أسلافهم كانوا هم نفس أسلافنا. فقد تحدى اكتشافهم أيضًا الاعتقاد بأن أشباه البشر تطوروا بشكل عام ليكونوا أطول وأكثر ذكاءً.
في الواقع، لا يعرف كيف وصل الهوبيت إلى فلوريس، أو من أين وصلوا. ولكن قد يكون الموقع نفسه أحد أسباب صغر قامتهم.
كانت فلوريس جزيرة منذ ما لا يقل عن مليون عام ومن الممكن أنه بسبب ندرة الموارد في الجزيرة، كان من المنطقي التطوري أن يكون هذا النوع من الجنس البشري صغيرًا جدًا.
يتجولون بحرية
دكتور فورث الذي ولد في وينشستر، هامبشاير، وحصل على درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة أكسفورد، أين اكتشف شغفه الدائم بـ “دراسة الناس” هو في الوقت الحالي أستاذ فخري في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة ألبرتا، كندا.
كما أنه الشخص الوحيد الذي يؤمن بفكرة أن الهوبيت لا يزالون يتجولون بحرية.
في عام 2017، ظهر على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لسائقي دراجات في شمال سومطرة يطاردون رجلاً عارياً صغيراً كان يعتقد أنه جزء من قبيلة مانتي. وهي سلالة قديمة من أناس يشبهون الهوبيت تم توثيقهم في الجزيرة لعدة قرون.
وتتوافق أوصاف ذلك الرجل مع تلك الخاصة بإنسان فلوريس.
علماء يشككون
ومع ذلك، فإن الأكاديميين الآخرين يشككون بشدة في الادعاءات القائلة بوجود نوع آخر من “الهومو” اليوم. حيث يقول الدكتور دارين نايش، عالم الحفريات القديمة والمحاضر السابق في جامعة ساوثهامبتون “ما زلنا بحاجة إلى عينات وأدلة لإثبات حقيقة هذا الحيوان.”
تم اكتشاف أنواع جديدة من الثدييات الكبيرة في السنوات الأخيرة. ويقول الدكتور فورث إن وجود الهوبيت في العصر الحديث “أمر وارد” حسب وجهة نظره.
حيث قال:”لقد قدمت أدلة وتوصلت إلى الاستنتاج الأكثر منطقية. إنها بمثابة طريقة شرلوك هولمز القديمة أين تأخذ كل الاحتمالات وتستبعدها واحدة تلو الأخرى. بناءً على الأدلة، والباقي يجب أن يكون صحيحًا، بغض النظر عن مدى احتماله.”
لا تزال الكهوف الجبلية في الجزر النائية في شرق إندونيسيا منطقة مجهولة. ويضيف الدكتور فورث”لا يوجد عالم حيوان ميداني يبحث الآن عن عينات حية من جنس الهوبيت أو الهومو فلوريسنس. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن العثور عليهم