سرطان الأمعاء هو مصطلح عام للخلايا السرطانية التي تتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه في الأمعاء الغليظة (القولون والمستقيم)، في حال لم يكتشف مبكرا.
ونظرا لأن أعراض سرطان الأمعاء يمكن أن تكون خفية ولا تجعلك تشعر بالمرض بالضرورة، فعادة لا يتم رصدها حتى تتطور.
ويحذر العلماء من أن وجود نوع معين من البكتيريا في الأمعاء قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 2 إلى 15%.
ويصيب سرطان الأمعاء أكثر من ربع مليون شخص كل عام، وفي الدول الصناعية، يبلغ خطر الإصابة بالمرض على مدى الحياة نحو 5%.
وعندما يكون المرض موضعيا أو محصورا، يمكن أن يتراوح معدل الشفاء من 70% إلى 90%، ومع ذلك فإن سرطان الأمعاء المتقدم له معدل وفيات مرتفع ويتم تصنيفه باستمرار على أنه الأسباب الثلاثة الأولى للوفاة المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.
وأمعاء الشخص عبارة عن نظام بيئي ميكروبي مكتظ بـ”السكان”، وإذا احتوت على بكتيريا معينة يمكن أن تزيد خطر إصابة الفرد بمرض مميت.
وتشير الدراسات إلى أن العدوى من نوع شائع من بكتيريا الفم يمكن أن تسهم في الإصابة بسرطان الأمعاء.
ويمكن للبكتيريا، التي يطلق عليها اسم “مغزلية منواة” (Fusobacterium nucleatum)، أن تلتصق بخلايا القولون وتؤدي إلى سلسلة من التغييرات التي يمكن أن تؤدي إلى سرطان الأمعاء، وفقا للفريق في كلية طب الأسنان بجامعة كيس ويسترن ريزيرف.
ووجد العلماء طريقة لمنع البكتيريا من الالتصاق بخلايا القولون. وقال كبير الباحثين ييبينغ هان في بيان صحفي للجامعة: “هذا الاكتشاف يخلق إمكانات لأدوات تشخيصية وعلاجات جديدة لعلاج السرطان والوقاية منه”.
وأضاف هان، أستاذ أمراض اللثة، أن النتائج تظهر أهمية صحة الفم الجيدة. وفي دراسة نُشرت في US National Library of Medicine National Institutes of Health، تم إجراء مزيد من البحث عن الكائنات الحية الدقيقة، الميكروبات، وسرطان القولون.
وأشارت الدراسة إلى أن القولون البشري هو أيضا موقع تشريحي به أكبر عدد من الميكروبات. ولذلك فمن الطبيعي توقع دور الميكروبات، وخاصة البكتيريا، في تسرطن القولون والمستقيم.
وقال الباحثون: “كان هناك فضول طويل الأمد حول دور البكتيريا في تسرطن القولون والمستقيم، بسبب العبء المرضي الكبير لسرطان القولون والمستقيم والحمل الميكروبي للقولون.
وتزيد الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة من إنتاج حمض الصفراء، وقد حددت العديد من الدراسات الارتباط بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة وسرطان القولون والمستقيم.
وتعد بكتيريا الأمعاء عوامل مهمة في استقلاب حمض الصفراء، وبالتالي قد تلعب دورا في علم الأحياء الذي يربط الأحماض الصفراوية بسرطان الأمعاء، وفقا للباحثين.
وفي دراسة أخرى نشرت في موقع “ساينس ديلي”، تم تحليل سرطان القولون الناجم عن البكتيريا والتوتر الخلوي.
وأوضح البروفيسور ديرك هالر من قسم التغذية والمناعة في مركز Weihenstephan Science Centre of the TUM: “من خلال دراستنا أردنا في الأصل دراسة دور البكتيريا في الأمعاء في تطور التهاب الأمعاء، لكن النتيجة المفاجئة بالنسبة لنا كانت اكتشاف أن البكتيريا مع الإجهاد في الخلايا تسبب الأورام (حصريا في القولون) ودون التورط في الالتهاب”.
وأضاف: “في بعض المرضى، يمكن أن يعمل البروتين ATF6 كعلامة تشخيصية لزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، ويمكن أن يشير إلى بدء العلاج في مرحلة مبكرة”.
وتابع: “يمكن تصور العلاج الميكروبي، عندما نعرف المزيد عن تكوين الفلورا البكتيرية. لكن ما أصبح واضحا الآن هو أن الالتهاب المزمن ليس له أي تأثير على تطور السرطان في القولون”.
وقالت جمعية السرطان الأمريكية إن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم.
وينصح موقع الجمعية: “قلل من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، والتي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وإذا لم تكن نشطا بدنيا، فقد يكون لديك احتمال أكبر للإصابة بسرطان القولون أو المستقيم. وقد تساعد زيادة نشاطك في تقليل المخاطر”.
المصدر: إكسبريس