نشر موقع “سبور كلاسمون” الفرنسي، تقريرًا تحدّث فيه عن الرياضة التي يمكن ممارستها بشكل يومي. مشيرًا إلى أن المشي من الأنشطة البدنيّة المهمة في الوقت الحالي، لا سيما مع انتشار الوجبات الخفيفة على نطاق واسع في العالم.
وفي الواقع، أصبح معدل السمنة مرتفعًا جدًا في بعض البلدان، لذلك أصبح النشاط الرياضي ضرورياً للغاية، بما في ذلك المشي. ومن جهة أخرى، شهدت بعض البلدان ارتفاعًا في مستوى المعيشة، ما تسبب في ظهور مرض السمنة وزيادة الوزن بشكل خطير، الأمر الذي جعل بعض المجتمعات تتفطّن إلى أهمية اتباع نظام غذائي أكثر صحة وتوازنًا، وهذا هو الحال بشكل خاص في الصين.
ثروة البلدان عامل يزيد من خطر الإصابة بالسمنة
وفقًا لما ترجمته “وطن“، فإن العيش في دولة غنية ومتطورة يوفر مزايا لا يمكن إنكارها، ولكن لها عواقب معيّنة. وفي الواقع، في بلد غني نسبيًا، سيشتري الناس المزيد من السيارات، ويمارسون وظائف ثابتة إلى حد ما ويتبعون نظاماً غذائياً غير متوازن. وعلى العكس من ذلك، في بلد فقير أو نامٍ، ناهيك بأن كثيراً من الناس لا يستطيعون شراء سيارة وسوف يمشون أكثر.
كما أنهم يميلون إلى العمل في القطاعات اليدوية (الحقول، البناء) وبالتالي يكونون أكثر قدرة على التحرك من أولئك الذين يجلسون خلف مكتب. لذلك يؤثر هذا على عدد خطواتهم اليومية.
وعلاوة على ذلك، يبدو من الواضح أيضًا أنه كلما تقدمنا في السن، قل عدد الخطوات التي نمشيها. وفي هذا السياق، وجدت دراسة أجريت عام 2011، ونُشرت في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا يمكنهم القيام ما بين 10000 و16000 خطوة يوميًا. كما لاحظ المؤلفون أن عدد الخطوات اليومية ينخفض بشكل ملحوظ مع اقتراب المراهقين من سن 18 عامًا.
فوائد المشي
يمكن اعتبار المشي وسيلة سفر أو نشاطًا رياضيًا؛ وفي الحقيقة، يتوقّف كل هذا على كيفية ممارستك للرياضة. ولكن، ما هو مؤكد أن المشي له فوائد جسدية وعقلية. فمن الناحية الجسدية، كلما مشيت، زاد بناء العضلات وحرق السعرات الحرارية، لذا فهو فرصة لنحت قوامك.
كما يجب أن تعلم أيضًا أن المشي رياضة لطيفة، فلا تلحق الضرر بمفاصلك كما هو الحال مع الجري؛ بل ويمكنك استخدامه لإعادة التأهيل خاصة لإصابات الركبة. وأخيرًا، يعزز المشي عملية التمثيل الغذائي، ويبطئ عملية الشيخوخة، ويزيد من مستوى الطاقة لديك ويحسن من قدرتك على التحمل، لذلك فهو نشاط مثالي، ويساعدك على الشعور بحال أفضل.
مع المشي، سيستفيد عقلك أيضًا، لأن هذا النشاط يتيح لك الحصول على وعي أفضل بجسمك، ما يسمح له بتطوير تنسيق أفضل. علاوة على ذلك، يساعد المشي على تنظيم دورات النوم وتحسين الحالة المزاجية، ما يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب. ثم ينبغي ألا ننسى أن المشي هو أحد الرياضات القليلة التي لا تكلف فلساً واحداً.
ما الدول التي يمشي فيها سكانها أكثر من أي بلد آخر؟
لإنشاء هذا الترتيب، كان من الضروري تحليل عدة مصادر.
تحليل في الولايات المتحدة عام 2003
تم إجراء دراسة في عام 2003، بواسطة The America On the Move، على مجموعة مكونة من 2522 شخصًا تبلغ أعمارهم 13 عامًا أو أكثر. ثم تم النظر في البيانات التي تم جمعها بحيث تعكس واقع البلد.
وبالتالي، وُجِد أن المواطنين في الولايات المتحدة يمشون ما معدله 5،117 خطوة يوميًا، ويبدو أن العمر أو مؤشر كتلة الجسم أو مستوى التعليم يؤثران على هذه النتائج. من ناحية أخرى، حققت سويسرا نتائج أعلى بكثير مع 9650 خطوة في اليوم، تليها اليابان بـ 7168 خطوة.
- استنتاج الدراسة: انخفاض مستويات النشاط البدني المتنقل قد يساهم في ارتفاع معدل انتشار السمنة بين البالغين في الولايات المتحدة.
دراسة عام 2017 لـ 111 دولة، الترتيب
تم إجراء دراسة في الولايات المتحدة من قبل باحثين في جامعة ستانفورد، ونشرت في عام 2017.
بفضل الهواتف الذكية، أصبح من السهل الآن جمع البيانات وتحليل عدد الخطوات. وهكذا، أجريت هذه الدراسة على 717527 شخصًا وفي 111 دولة، على مدى 95 يومًا، أي على مدى أكثر من 3 أشهر بقليل، ما يسمح لنا بإلقاء نظرة موضوعية إلى حد ما على عادات الحركة سيرًا على الأقدام.
هذا ولقد أظهر البحث، أن متوسط عدد الخطوات على مستوى العالم هو 4961 خطوة، وتبيّن أن أكثر الدول مشيًا؛ هي الصين، وتتصدر هونغ كونغ القائمة.
وجاءت إندونيسيا وفرنسا في المراتب الأخيرة.
فيما يلي ترتيب الدول التي تمشي كثيرًا (متوسط عدد الخطوات في اليوم):
- هونغ كونغ: 6880.
- الصين: 6189.
- المملكة المتحدة: 5444.
- ألمانيا: 5.205.
- فرنسا: 5.141 (كوكوريكو).
- أستراليا: 4،491.
- كندا: 4819.
- الولايات المتحدة: 4،774.
- الهند: 4297.
- إندونيسيا: 3513.
كم عدد الخطوات الموصى بها في اليوم؟
إن الإجابة برقم دقيق على مسألة عدد الخطوات الني يجب أن نمشيها خلال اليوم أكثر من معقد. وفي الواقع، يعتمد الأمر على الشخص نفسه، أي حالته الصحية وعمره وقدراته وأهدافه، لذلك هناك العديد من المتغيرات التي يجب مراعاتها.
كما لا يمكننا أن نتوقع نفس النتائج من شخص رياضي سليم مثل شخص لا يمارس نشاطًا بدنيًا أبدًا ويعاني من صعوبة في الحركة.
عدد الخطوات الموصى بها وفقًا لملف التعريف الخاص بك
وبحسب مقال نشر في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني، فإن التوصيات جاءت كما يلي:
يتراوح المعدل الطبيعي للبالغين بين 4000 و18000 خطوة في اليوم. كما يوصى بزيادة تدريجية في عدد الخطوات اليومية، إلى 2000 خطوة من أجل تحسين القدرات البدنية. وزيادة ما معدله 100 خطوة في الدقيقة بوتيرة متوسطة السرعة.
بالنسبة للأشخاص غير النشطين للغاية، فإن التوصية اليومية هي 30 دقيقة من المشي يوميًا، ما يسمح بالوصول إلى 3000 خطوة. وهذا هو الحد الأدنى.
بالنسبة للأشخاص النشطين بالفعل ويتمتعون بصحة جيدة، يُنصح بالتركيز على 10.000 خطوة يوميًا، وهذه توقعات منطقية نظرًا لحالتهم البدنية. يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال الجمع بين الرياضات الأخرى؛ حيث إن الجمع بين المشي اليومي والأنشطة اليومية المعتادة الأخرى يعادل متوسط عدد الخطوات في نطاق 7000 إلى 11000 خطوة يوميً.