وقال موقع “سي إن بي سي“، إن بيونسيه أدت أول حفل موسيقي مباشر لها منذ أكثر من أربع سنوات في حدث خاص لافتتاح فندق أتلانتس ذا رويال، وهو فندق فاخر ومشروع سكني تبلغ تكلفته 1.4 مليار دولار.
الحفل الموسيقي الذي أقيم خلال عطلة نهاية الأسبوع، حضره 1500 ضيف من بينهم عارضة الأزياء كيندال جينر، ومغني الراب جاي زي، ومجموعة من المؤثرين الآخرين، ونخبة من أفراد المجتمع وأفراد العائلة المالكة.
وأظهر الحدث، الذي تدفقت لقطات منه على وسائل التواصل الاجتماعي، بعض ميزات الفندق الأكبر، بما في ذلك النار ونافورة المياه التي تم تنسيقها مع عرض للألعاب النارية والألعاب النارية لأداء بيونسيه، وثمانية مطاعم جديدة للطهاة المشهورين، وعدد لا حصر له -على ما يبدو- من حمامات السباحة اللامتناهية.
وتأمل دبي وشركة “كيرزنر إنترناشونال”، ألا يمثّل افتتاح الفندق الفاخر للغاية، الذي تكلّف بناؤه نحو 1.5 مليار دولار، ذروة ازدهار الإمارة، التي تزايد دورها منذ الظهور كملاذ آمن خلال الوباء، وللهاربين من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي بأماكن أخرى حول العالم.
وقالت “مونيكا مالك”، كبيرة الاقتصاديين لدى بنك “أبوظبي التجاري”: “تتمتع دبي اليوم بوضع أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2009، وسط تشديد على سوق العقارات، بعدما طبقت الإمارات لوائح للحد من المخاطر النظامية بالقطاع وانتعاش في قطاع السياحة الأوسع، مع سعي مزيد من الناس حول العالم لزيارة دبي عقب نجاحها في التعامل القوي مع الوباء”.
ويضم الفندق 43 طابقًا لما يشبه كتل جينجا ذات الطبقات العملاقة، ويضم 795 غرفة وجناحًا، و17 مطعمًا وبارًا، و92 مسبحًا ضخمًا.
يبلغ متوسط سعر الغرف 1000 دولار في الليلة، وتبلغ تكلفة الجناح الراقي في Atlantis الفندق 100 ألف دولار في الليلة، وهذا هو المكان الذي يقال إن بيونسيه مكثت فيه.
ويضم العقار الذي تبلغ مساحته 99 فدانًا، والذي تم بناؤه بواسطة شركة Kerzner International المطورة الفاخرة، 231 وحدة سكنية فاخرة للغاية، وتم بيعها جميعًا بالفعل.
مساعي دبي لتكون ضمن أفضل ثلاث وجهات
يعدّ إطلاق الفندق في حدّ ذاته رمزًا إلى حدٍّ ما للانتعاش الاقتصادي السريع في دبي منذ جائحة فيروس كورونا، وسعي الإمارة لتصبح واحدة من أفضل ثلاث وجهات في العالم للسياحة والرفاهية والأعمال.
وتشتهر المدينة بالفعل بالرفاهية الفخمة من حيث ناطحات السحاب الجذابة والإبداعات التي حطمت الأرقام القياسية، مثل أطول مبنًى في العالم، وأكبر عجلة فيريس وأكبر مركز تسوق.
وعلى عكس الافتتاح الكبير لأول فندق فاخر في أتلانتس في دبي “أتلانتس النخلة” في عام 2008 -والذي سبق أسوأ انهيار مالي شهدته دبي حتى الآن- فيبدو أن العاصمة التجارية والسياحية لدولة الإمارات العربية المتحدة واثقة من أن النمو الاقتصادي موجود ليبقى هذه المرة.
محمد بن راشد يتحدث عن أهداف طموحة
وقال الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، في بيان: “لدينا أهداف نمو طموحة للقطاع على مدى السنوات العشر المقبلة.. تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي إلى البناء على شراكاتهما العميقة مع القطاع الخاص لتعزيز مكانة الدولة باعتبارها الوجهة الأكثر شعبية في العالم للسياح الدوليين”.
وأضاف: “التزامنا الراسخ ببناء بيئة آمنة ومستقرة بشكل استثنائي وبنية تحتية عالمية المستوى على مدى العقود القليلة الماضية قد وضع الأسس لمستقبل رائع”.
في الواقع، يشير المحللون الاقتصاديون إلى مجموعة من الإصلاحات واللوائح الجديدة التي تم إجراؤها لتقليل المخاطر وتمكين المزيد من الناس من العمل والعيش في المدينة ذات الأغلبية الوافدة، بما في ذلك تأشيرة العمل عن بُعد، والتأشيرة الذهبية للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، وتحرير الإصلاحات الاجتماعية وملكية الأعمال بنسبة 100٪ للأجانب.
وقال “فيليب زوبير”، الرئيس التنفيذي لشركة “كريزنر إنترناشيونال” في مقابلة من بهو الفندق، الذي يضم تمثالاً فضياً ضخماً، وتحيط بجوانبه أحواض الأسماك الممتدة من الأرض إلى السقف: “متفائلون للغاية بشأن أداء قطاع الرفاهية والسفر، ونؤمن بآفاق النمو وعدم التراجع، كذلك نتفهم ما قد يواجهه السوق من ركود وينتظره من تحديات، لكن الرغبة في السفر والتجمع وقضاء إجازات فريدة، لن يتوقف”.
وقال التقرير، إن افتتاح فندق “أتلانتس ذا رويال” يتزامن مع استفادة دبي من تدفق زوار جدد للمدينة، من بينهم الروس، الذين يتطلعون لحماية ثرواتهم، والمستثمرون الإسرائيليون من المليونيرات ومديري صناديق التحوط، عقب تخفيف المدينة القيود الاجتماعية، وتحرير القوانين لتعزيز مكانتها كمركز بارز للأعمال في المنطقة، ما نتج عنه تسجيل أكبر وتيرة ازدهار للإسكان الفاخر حول العالم.
وأشار كريم جيتا كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Longdean Capital لإدارة الأصول ومقرها دبي، إلى أوجه الشبه بين إطلاق فندق Atlantis الجديد والفندق الشقيق في عام 2008، والذي سبق افتتاحه الانهيار الاقتصادي.
وقال لشبكة سي إن بي سي: “مع التوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، واحتمال حدوث ركود وسوق عقارات مزدهر، من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كان التاريخ يعيد نفسه مع افتتاح أتلانتس ذا رويال”.
لكن على الرغم من ذلك، قال: “هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن الاقتصاد في وضع أقوى بكثير هذه المرة”، ولفت إلى المكاسب المفاجئة في منطقة الخليج الغنية بالنفط من ارتفاع أسعار الهيدروكربونات، ونمو دبي كمركز مالي.
وذكر جيتا: “شهدت دبي تدفقاً مستمراً للمغتربين الأثرياء وكذلك البدو الرقميين الذين اجتذبتهم نوعية الحياة وتوافر التأشيرات”، كما أن دبي تنمو في مكانة بارزة كمركز للخدمات المالية على النحو الذي أكده العديد من صناديق التحوط التي تفتح مكاتب هناك.
وشهدت المدينة عاماً قياسياً على صعيد أسعار الوحدات السكنية وعدد الصفقات العقارية، حيث سجّل العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 219 عملية بيع في المنازل المصنفة على أنها “فائقة الجودة”، أو بيعت بمبلغ 10 ملايين دولار أو أكثر، وفقاً لشركة العقارات نايت فرانك. وهذا أكثر من الإجمالي التراكمي المسجّل في العقد بين 2010 و2020.