لا يغيب عن أي عاقل الأهداف الحقيقية والعظيمة التي جاءت في ثورة كربلاء، يوم استشهاد حفيد رسول البشرية محمد (ص)، تلك الأهداف نصرت الدين ووحدت الكلمة بين المسلمين، فكل مسلم يرفض أي استهتار بكرامة وعزة الدين الإسلامي، وثورة الإمام الحسين (ع) قامت لإحياء هذا الدين الحنيف.
هناك من يتربص بالدين الإسلامي ويسعى لتشويهه بأفكار متطرفة مدعومة من الكيان الصهيوني، وتوحيد الصف والولاء والحب لسيد الشهداء هو بمثابة الحصن المنيع أمام كل المؤامرت، وما حصل في البلدان العربية والإسلامية في السنوات الماضية، كان أيضا لتفرقة المسلمين وإثارة العنف والفوضى، ولكن ما يفشل مخططات الأعداء دائماً، المسيرات العظيمة التي يجتمع فيها كل المحبين لأهل بيت الرسول الأكرم (ص)، في اليوم الأول من شهر محرم، وفي مسيرة الأربعين الحسينية.
أسئلة لا تغيب عن وعي كل إنسان مسلم تصل به إلى ذروة الإحساس والحزن السرمدي, وهنا علينا أن نسأل أنفسنا لماذا حصلت هذه المأساة الأليمة لسبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة وفي صدر الإسلام؟
سؤال يحتاج إلى مشاركة القارئ الكريم حتى نحصل على الجواب.. ربما يستحسن أن نبدأ من نقطة يتفق عليها الجميع, هل كان الإمام الحسين عليه السلام شخصا عاديا؟
أم أنه سبط الرسول الكريم وسيد شباب أهل الجنة وفيه الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تجعله شخصية عظيمة جديرا بإصلاح أمة جده.. بعدها سندرك حجم الانحراف الكبير عن توجيهات رسولها الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, وحجم التضحيات الجسيمة لإصلاح الأمة كاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام ولهذا كان من الطبيعي بأن تبقى هذه الذكرى منهجا ثوريا لكل أحرار العالم وللمشروع القرآني المبارك على وجه الخصوص وحافزا قويا للتصدي للظلم والظالمين وتحمل المسؤولية الكاملة والنهوض بواقع الأمة وتحصينها من الخلافات والانقسامات والهزائم والانكسارات المستمرة ومراجعة وتصحيح الأخطاء والخروج برؤية استراتيجية منسجمة مع حقائق الدين والتاريخ الإسلامي.