موقع المغرب العربي الإخباري :
يُتداول هذه الأيام في المسيرات و التظاهرات في جل الدول الغربية شعار قديم متجدد إنه شعار”فلسطين من النهر إلى البحر” الذي أصبح يتردد بشكل كبير فى الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين فى الولايات المتحدة و أوروبا بلغات عديدة، بحيث صارت لافتاته ملازمة للعديد من أنصار القضية الفلسطينية حتى لدى غير العرب و المسلمين ، خاصة أنه حتى من ناحية الغنة صار ملائما للغات الغربية كقولهم بالانكليزية أو الفرنسية:
«From the river to the sea, Palestine will be free.» ou en français : «De la rivière à la mer, la Palestine sera libre.»
ناهيك عن معناه السياسي والاستراتيجي و محتواه التاريخي، طبعا هذا التداول لم يمر مرور الكرام، بل صار متبوعا بتساؤلات الدول والأجهزة الأمنية من الدول الداعمة لإسرائيل ، خاصة أمريكا حيث كانت محور انتقادات لنائب الكونجرس الأمريكي السيدة رشيدة طليب، من أصل فلسطيني، بسبب تصريحاتها المعارضة لإسرائيل وحربها على غزة ودفاعها عن الشعار المؤيد لفلسطين “من النهر إلى البحر” والذى رأوا أنه غير مقبول.
وهذا “التوبيخ” الرسمي من جانب الكونجرس لطليب النائبة الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونجرس، إن العبارة “معترف بها على نطاق واسع كدعوة إبادة لاستخدام العنف لتدمير دولة إسرائيل”، بينما تنصلت المتحدثة باسم البيت الأبيض منه، وقالت “إنه مثير للانقسام، وأن الكثيرين يعتبرونه مؤلما ومعاديا للسامية”.
ودافعت السيدة طليب عن العبارة باعتبارها ” دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمى”، وقد أصبحت العبارة نقطة خلاف في واشنطن، وتردد صدى ذلك حتى فى حرم الجامعات والمدن في جميع أنحاء أمريكا و أوروبا، حيث احتج الناشطون المؤيدون للفلسطينيين على الخسائر المدنية الفادحة لحرب إسرائيل على غزة.
الشعار أثار اتهامات بمعاداة السامية في نظر اسرائيل !!
وقال نواب أمريكان ” أن الشعار أثار اتهامات بمعاداة السامية وأشعل جدلا مريرا بشكل متزايد حول الصراع وجذوره والكيفية التي ينبغي أن يتم بها، وما الموقف الذى يتعين على الولايات المتحدة أن تتخذه..”
كما تعرضت – حسب الصحافة الفرنسية – الناشطة ريما حسن لانتقادات مماثلة بسبب استخدامها،” الدعوة إلى تدمير دولة إسرائيل، والمطالبة بدولة يعيش فيها الفلسطينيون أحراراً “، وهي عودة إلى هذه الصيغة التي كثيراً ما استخدمت منذ بداية الحرب، علما أن عبارة “من النهر إلى البحر” تعود إلى فجر الحركة القومية الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، قبل ربع قرن من ظهور حركة حماس، واكتسبت شعبية داخل منظمة التحرير الفلسطينية كدعوة للعودة إلى حدود فلسطين التاريخية قبل إنشاء إسرائيل عام 1948.
وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين، فإن العبارة تحمل الآن معنى مزدوج فهي تمثل رغبتهم في العودة إلى البلدات والقرى التي تم طرد عائلاتهم منها عام 1948 وأيضا أملهم في إنشاء دولة مستقلة تمتد من الضفة الغربية المتاخمة لنهر الأردن حتى قطاع غزة المعانق لساحل البحر المتوسط.
وبالتالي فإنه في الأصل و تاريخيا ولد الشعار من مطالب منظمة التحرير الفلسطينية التي دعت منذ تأسيسها عام 1964 إلى إنشاء دولة واحدة تمتد من البحر الأبيض المتوسط (“البحر”) إلى نهر الأردن ( “النهر”)، النهر الذي يمثل الحدود الشرقية بين الأردن وإسرائيل – و أيضًا جزئيًا بين الأردن والضفة الغربية، يعني عموما المنطقة الجغرافية التي تشمل أراضي فلسطين كما كانت قبل قرار الأمم المتحدة عام 1947، وتقسيمها إلى دولتين (واحدة عربية والأخرى يهودية). وذلك طبعا قبل التأسيس الرسمي لدولة إسرائيل في مايو 1948 واندلاع الحرب على الدول العربية المجاورة. وقد صاحب الصراع نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين.
كما أن هذا الشعار المثير للجدل تم رفعه أيضًا على الجانب الإسرائيلي من قبل حزب الليكود (الحزب الذي يرأسه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو) الذي تحدث دائمًا لصالح مفهوم “أرض إسرائيل أو أرض الميعاد”، أو “الحق الذي يمنحه الكتاب المقدس لإسرائيل و للشعب اليهودي في أرض إسرائيل”، معتمدين على البيان الأولي للتحالف السياسي، الذي ولد في السبعينيات، على أنه “بين البحر والأردن، لن تكون هناك سوى السيادة الإسرائيلية”.
حماس ترفض أي بديل عن التحرير الكامل لفلسطين « من النهر إلى البحر»:
معلوم أنه عندما تخلت منظمة التحرير الفلسطينية عن الكفاح المسلح في نهاية الثمانينيات، وخاصة عندما وقعت إسرائيل والفلسطينيون اتفاقيات أوسلو للسلام في عام 1993، تم تبني هذا الشعار من قبل منظمة أخرى كانت قد أنشئت للتو، هي ” حماس”، الحركة الإسلامية التي تبنت ذات الشعار في أديباتها، منها، أن « حماس ترفض أي بديل عن تحرير فلسطين الكامل، من النهر إلى البحر»، يمكن أن نقرأ في «المبادئ العامة والسياسية» التي قدمتها المنظمة عام 2017، والتي تعتبر مكملة للميثاق الأصلي، وتضيف الوثيقة: “ لا يجوز التنازل عن أي جزء من أرض فلسطين”.
و أن استعادة حماس للشعار ساهم إلى حد كبير في تفسيره على أنه يعبر عن الرغبة في القضاء على إسرائيل. و ذلك لدرجة أن تدمير الدولة اليهودية يظهر في ميثاق حماس، الذي لا يخفي أنه لا يزال هدفها – حسب نواب من الدولة العبرية. –
ذلك ما ذهب اليه النائب الإسرائيلي يائير لابيد، أحد زعماء المعارضة، شرحا المعنى الحقيقي لهذه الصيغة. وعلق لابيد قائلا: “استمعوا إلى زعماء حماس يتحدثون، استمعوا إلى كلماتهم. وهذا ما تعنيه عبارة “من النهر إلى البحر”: الإبادة الكاملة لإسرائيل، ومذبحة جميع الإسرائيليين مرادف للديمقراطية..”.”
لبعض ” الزعماء و العلماء” العرب نصيب الأسد في ضياع فلسطين:
ورفع هذا الشعار ولو في الغرب، لتذكير الناس بحقيقة فلسطين المكلومة المظلومة منذ أزيد من 75 سنة، من طرف المجتمع الدولي، وخنوع العرب والمسلمين، وهو يعد نصرة لشعب أكره على المنفى والتشرد، ولعلماء الإسلام وزعماء حكوماتهم نصيب الأسد في ضياع فلسطين كما ضاعت قبلها الأندلس، فاين نحن من علماء الأمة الذين لا يخافون في الله لومة لائم، ولتاريخ أمنا المجيدة صفحات ناصعة لعلماء أشاوس، وللذين يحاولون التستر ببعض العلماء والمراجع في دول الخليج كابن باز وكالإمام بن تيمية و غيرهما حول موضوع “جهاد الدفع و جهاد الطلب”، على سبيل المثال لا الحصر، إذ عندما اجتاح التتار بلاد الشام لم يقف ابن تيمية في صف المخذلين كما هو حالنا لدى بعض علماء وخطباء السلطان اليوم، وإنما سافر من الشام إلى مصر وغيرها من بلاد الإسلام ونصح حكام وسلاطين ذلك الزمان وحذرهم من إستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، إن تخلوا عن نصرة إخوانهم في الشام ( وهي منطقة فلسطين وما حولها كسوريا والأردن ولبنان – تقريبا)، قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (4/ 510 : في ترجمة ابن تيمية «وَقَدْ سَافَرَ الشَّيْخُ مَرَّةً عَلَى البَريْدِ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ يَسْتَنْفِرُ السُّلْطَانَ عِنْدَ مَجِيْءِ التَّتَرِ سَنَةً مِنَ السِّنِيْنِ، وَتَلَا عَلَيْهِمْ آيَاتُ الجِهَادِ، وَقَالَ: إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنِ “الشَّامِ” وَنُصْرَةِ أَهْلِهِ، وَالذَّبِّ عَنْهُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُقِيْمُ لَهُمُ مَنْ يَنْصُرُهُمْ غَيْرَكُمْ، وَيَسْتَبْدِلُ بِكُم سِوَاكُمْ، وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}. وَبَلَغَ ذلِكَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ دَقِيْقَ العِيْدِ – وَكَانَ هُوَ القَاضِي حِيْنَئِذٍ – فَاسْتَحْسَنَ ذلِكَ، وَأَعْجَبَهُ هَذَا الاسْتِنْبَاطَ، وَتَعَجَّبَ مِنْ مُوَاجَهَةِ الشَّيْخِ للسُّلْطَانِ بِمِثْلِ هَذَا الكَلَامِ المحكم والبليغ »
ما تقول الشريعة الإسلامية في جهاد الفلسطينيين الحالي؟
هنا أحب أن أُفــِّرق بين ما قاله علماء المغرب وسياسيوها، الذين أفتوا بأحقية نصرة جهاد الشعب الفلسطيني ضد المحتل الغاصب، منذ بداية الاحتلال عام 1948،إذ أفتى علماء المغرب العربي، جلهم من الشيخ البشير الابراهيمي و ابن باديس الى علال الفاسي مرورا بعلماء الزيتونة و غيرهم، بأحقية ليس فقط نصرة الجهاد، بل لا ننسى أن حي المغاربة في القدس الشريف ، سمي باسم مجاهدي دول المغرب تحت راية الرجل الصالح ” سيدي بومدين” التلمساني الموطن الذي نصح رفاقه بدل إتمام مسيرتهم لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة التوقف للجهاد عن حرمة القدس في فلسطين، وكان ذلك في عهد صلاح الدين الايوبي – رحمه الله – والقصة معروفة للعام و الخاص ..
هل يعتبر الجهاد من أجل تخليص الأرض جهاداً في سبيل الله؟
أما بالنسبة لدول الخليج و المشرق خصوصا، فقد افتى حتى متعصبوهم للأخذ بقرارات ولي الأمر وتوجيهات الملوك، أن قضية فلسطين لا يعذر من تخلى عن نصرتها .. وهذه فتوى الشيخ بن باز – رحمه الله- واضحة و صريحة، إذ لما سئل الشيخ ابن باز حول الانتفاضة الفلسطينية – في ثمانينات القرن الماضي، بداية من عام 1987 – بـما نصه: ما تقول الشريعة الإسلامية في جهاد الفلسطينيين الحالي؟ هل هو جهاد في سبيل الله أم جهاد في سبيل الأرض والحرية؟ وهل يعتبر الجهاد من أجل تخليص الأرض جهاداً في سبيل الله؟
فأجاب الشيخ ابن باز بما نصه: “
لقد ثبت لدينا بشهادة العدول الثقات: أن “الانتفاضة الفلسطينية” والقائمين بها من خواص المسلمين هناك، وأن جهادهم إسلامي.
لأنهم مظلومون من اليهود، ولأن الواجب عليهم الدفاع عن دينهم وأنفسهم وأهليهم وأولادهم، وإخراج عدوهم من أرضهم بكل ما استطاعوا من قوة.
وقد أخبرنا الثقات – الذين خالطوهم في جهادهم و شاركوهم في ذلك-: عن حماسهم الإسلامي، وحرصهم على تطبيق الشريعة الإسلامية فيما بينهم.
الواجب على الدول الإسلامية وعلى بقية المسلمين تأييد ودعم المقاومة الفلسطينية:
فالواجب على الدول الإسلامية وعلى بقية المسلمين تأييدهم ودعمهم؛ ليتخلصوا من عدوهم، وليرجعوا إلى بلادهم، عملاً بقول الله عز وجل: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} [سورة التوبة: 123]، وقوله سبحانه: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢ وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} [سورة الصف: 10-13]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم».
ولأنهم مظلومون، فالواجب على إخوانهم المسلمين نصرهم على من ظلمهم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» متفق على صحته، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، قالوا: يا رسول الله نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: «تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه
والأحاديث في وجوب الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم وردع الظالم كثيرة جداً… مختتما فتواه بقوله :” فنسأل الله أن ينصر إخواننا المجاهدين في سبيل الله في فلسطين وفي غيرها على عدوهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يوفق المسلمين جميعاً لمساعدتهم والوقوف في صفهم ضد عدوهم، وأن يخذل أعداء الإسلام أينما كانوا، إنه سميع قريب”.
أنصح بالتعاون معهم، وأنصح الأغنياء وولاة الأمور بأن يمدوا يد العون لإخوانهم في فلسطين المجاهدة كما سئل الشيخ ابن باز – أيضاً – بـما نصه: اليوم نعيش ظاهرة سياسية كبيرة هزت العالم؛ وهي: “انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد اليهود”، فهل لكم كلمة توجهونها إلى الشباب المسلم في فلسطين المحتلة؟
فكان جواب الشيخ بـما نصه”:
أنصحهم بتقوى الله، والتعاون على الخير، والاستقامة في العمل، فالله ينصر من ينصره، فقد قال سبحانه وتعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} [سورة محمد: 7]، وقال سبحانه في مكان آخر من كتابه الكريم: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ } [سورة النور: 55].
إنني أنصح كل إخواني بالتعاون معهم، وأنصح الأغنياء وولاة الأمور بأن يمدوا يد العون لإخوانهم في فلسطين المجاهدة؛ لاسترداد بلادهم والنصر على الأعداء إن شاء الله.
أيدهم الله بالحق، وجزاهم عن المسلمين كل خير، وما عليهم إلا أن يصبروا و يصابروا فإن وعد الله حق، وإن الله ناصر من ينصره، وفقهم الله ونصرهم على عدوهم، ووفق المسلمين لمساعدتهم والوقوف بصفهم حتى ينصرهم الله على عدوهم، وهو سبحانه خير الناصرين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. )). انتهى نص “الفتوى”.
وهذه “الفتوى” -أيضاً- مطبوعة في ضمن كتاب “مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز”.
المجاهدون في داخل فلسطين – وفقهم الله جميعا – يعانون مشكلات عظيمة
وقال – رحمه الله – أيضاً في ضمن مقال طويل بعنوان “نداء وتذكير لمساعدة المجاهدين في فلسطين”؛ ما نصه: ((…والمجاهدون في داخل فلسطين – وفقهم الله جميعا- يعانون مشكلات عظيمة في جهادهم لأعداء الإسلام، فيصبرون عليها، رغم أن عدوهم وعدو الدين الإسلامي يضربهم بقوته وأسلحته، وبكل ما يستطيع من صنوف الدمار، وهم – بحمد الله – صامدون وصابرون على مواصلة الجهاد في سبيل الله، كما تتحدث عنهم الأخبار، والصحف، ومن شاركهم في الجهاد من الثقات، لم يضعفوا ولم تلن شكيمتهم، ولكنهم في أشد الضرورة إلى دعم إخوانهم المسلمين ومساعدتهم بالنفوس والأموال في قتال عدوهم عدو الإسلام والمسلمين وتطهير بلادهم من رجس الكفرة وأذنابهم من اليهود.
وقد من الله عليهم بالاجتماع وجمع الشمل على التصميم في مواصلة الجهاد.
فالواجب على إخوانهم المسلمين الحكام والأثرياء أن يدعموهم ويعينوهم و يشدوا أزرهم حتى يكملوا مسيرة الجهاد، ويفوزوا إن شاء الله بالنصر المؤزر على أعدائهم أعداء الإسلام…))، انتهى المقصود.
*/- مراجع :
البشير الإبراهيمي.. مهندس توأمة الجزائريين بفلسطين، آثار الشيخ الابراهيمي، دار الغرب الإسلامي، لبنان. –
– – كتاب آثار الإمام العلامة ابن باديس – فلسطين الشهيدة
– مجموع فتاوى للشيخ ابن باز
كما نُشرت هذه “الفتوى” في مجلة “الدعوة”، الصادرة بتاريخ: 9 شعبان 1409هـ/ الموافق لـ: مارس 1989.
وفي مجلة “البحوث الإسلامية”، العدد 28، بتاريخ: 1410هـ
جنيف
انسخ الرابط :
Copied