موقع المغرب العربي الإخباري :
بالرغم من أهمية القرار الذي اقترحته الجزائر على مجلس الأمن لصالح اخواننا في غزة، الا أن بعض وسائل الاعلام العربي ركزت فقط على الرفض الأمريكي اكثر من تركيزها على قوة وأهمية هذا الاقتراح في وجه الظلم والغطرسة، وهذا يؤكد بأن مشكلة القضية الفلسطينية وعقبات احقاق الحق ( بعد العدو المتمثل في الكيان ) تتمثل في معضلة الفكر الانبطاحي الجبان وتوجهاته المعادية للحق وللشهامة في زمن قلت فيه المروءة، وليصبح الذل عنوانا للتباهي والتفاخر وكل ذلك يصب في خانة خدمة التهويل العمدي لصالح كيان هزيل هزمته المقاومة ومرغت انفه في تراب ارض الشهداء،
ليكشف صمود المقاومة الفلسطينية وتضحياتها خللا كبيرا تعيشه المؤسسات الدولية وعلى راسها مجلس الأمن الدولي الذي اصبح رهينة لفيتو أمريكي ضد اي قرار يقضي بوقف اطلاق نار دائم وفوري ولو لاسباب انسانية، والسبب دائما الانحياز الأمريكي للكيان ويحدث كل ذلك بعد صفقات للتطبيع المذل، فماذا قدم هذا النهج المخزي للمنطقة العربية ولقضايا امتها المستباحة؟
أما أمريكا راعية سلام التطبيع والانبطاح فقد صدمت الانسانية مرة أخرى بتفضيلها لمفاوضاتٍ هادئة دون تعكير لمسارها لكن بتأكيدها على اهمية جوها الدموي حيث يجب أن يسود الاجرام الاسرائيلي والدمار الذي تخلفه آلته الحربية، مع التأكيد على ضرورة استمرار القصف لانجاح المفاوضات بقتل المزيد من الفلسطينين وتشريد من تبقى منهم، وحتى لتهجريهم غصبا عن وطنهم وارضهم ودفعهم نحو دول الجوار، فبأي مفاوضات تهتم هذه القوة المتغرطسة، التي لم تدخر سلاحا الا ودعمت به تقتيل الفلسطينين وليصبح الفيتو الأمريكي كما كان سلاحا ظالما للإنسانية في المجالس الأممية،
خاصة في ظل تصويت غالبية اعضاء مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار الجزائري الذي يدعو لوقف فوري لاطلاق النار، والقراءة الواضحة لهذه الوضعية تؤكد مرة أخرى ضرورة اعادة النظر في هذه المؤسسات واولوية مراجعة الية عملها،
أو على الاقل على الدول العربية والاسلامية وكل احرار العالم طرح خيارات ضغط سياسية واقتصادية كفيلة بمواجهة هذه الغطرسة، وضرورة طرح فكرة تجميد الفيتو في الحالات المماثلة أو التلويح بفتح باب اخلاقي يحفظ للعالم قيمه الإنسانية باعلان الشلل العضوي لهيئات أممية بغالبية دول العالم الرافضة لهذا الظلم الجائر،
أو التمهيد لتغيير المقرات الاممية باخراجها من الولايات المتحدة الامريكية كنوع من الرسائل الرافضة لسياستها المنافية للقيم والاخلاق الإنسانية، والمضي في فكرة تجنيب العالم المزيد من التجاذبات مهما كان نوعها،
لإن عالم اليوم اذا اراد مثلا اعتماد فكرة مماثلة للفيتو فعليه التفكير في معايير اكثر حيادية على غرار تشجيع عضوية دائمة للدول التي خاضت تجارب الحرية ولها تاريخ في احترام سيادة وحق الشعوب في الحرية، فهل يمكن طرح مبادرة قانونية تمهيدا لاعلان افلاس مجلس الأمن في ظل استمرار الفيتو الأمريكي المناهض للانسانية؟
كاتب جزائري
انسخ الرابط :
Copied