موقع المغرب العربي الإخباري :
أحيانا ينتابني شعور بالشفقة على بعض الحكّام العرب الذين أبدعوا في الإنبطاح للصهاينة، هم أصلا كذلك، بعد أن أبدعوا سابقا في سلوك مسالك الذلّ والإنهزام ، فجلبوا لأنفسهم الخزي والعار ، وهم يدركون بأن أطفال غزّة الشهداء تمكّنوا من تعريتهم ، بعد أن اعتقدنا لوهلة أنّهم رجال، لا بل مجردّ ذكور، وما أكثر الذكور في بلادنا، غير أنها تفتقد للرجال الرجال، الذين نجدهم اليوم في غزّة ، والتي ستكون بعون الله مقبرة للغزاة وللدجّالين من حكّام الردّة .
هؤلاء الحكّام يشاركون اليوم في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني ، لن أدخل في التفاصيل ، وذكر أسماء الدول أو الحكّام ، فأنا أصبحت أخشى على نفسي من تلك القوانين التي تصرّ على تكميم الأفواه ، لا يرغبون منّا قول الحق ، ولا يجوز الإساءة لحاكم ، حتى لو ارتمى في حضن نتنياهو ، ومارس معه الفحشاء ، وهل هناك فحشاء تفوق أكثر مما يمارسه هؤلاء بحقّ الفلسطينيين ، وقد ارتموا في الحضن الصهيوني بلا حياء ولا خجل ؟
حين الإطّلاع على بعض التقارير التي تثبت الدعم المقدّم من بعض الأنظمة العربية لحكومة وجيش الإحتلال في هذه الحرب الهمجية ضد شعبنا الفلسطيني ، أدرك الحال الذي وصلت إليه تلك الأنظمة ، وأدرك أيضا بأنّ هذه الأنظمة تترنّح اليوم ، وربما تصبح في لحظة آيلة للسقوط ، وأدعو الله تعالى أن يطيل في عمري لأرى نهاية هؤلاء ، الذين يتمادون اليوم في طغيانهم ، وعمالتهم وخيانتهم لقضية فلسطين وشعبها ومقدساتها ، ولغزّة التي باتت لعنة على الصهاينة وكلّ من والاهم من حكّام الردّة في بلادنا .
صمت ، تخاذل وتواطؤ بات مكشوفا ، وأجزم بأنّ بعض هؤلاء يتّصلون بسيّدهم نتنياهو ، معربين له عن الخوف والغضب من إطالة أمد الحرب ، وعدم قدرة نتنياهو وجيشه في القضاء على المقاومة ، لأن الخلاص من المقاومة سيجعلهم يتنفسون الصعداء ، ويشطبون قضية فلسطين من قواميسهم وكتبهم ، وعكس ذلك ، فإنّ انتصار المقاومة سيطيح بالكثير من الرؤوس ؛ من المحيط الأطلسي حتى خليج العرب .
من حسنات ما يجري اليوم في غزة ؛ هذا الوعي الكبير لدى مختلف الشعوب العربية ، هي تدرك تماما بأنّ الأحداث الجارية سيكون لها أكبر الأثر على مختلف الأنظمة ، وحين انجلاء الغبار ، فلن تعود الأمور إلى سابق عهدها ، فالكثير من الحكّام سيتحسسون رؤوسهم ، ورؤوس عديدة ستنفصل عن الأجساد ، وهذا هو وقت المراقبة والتدقيق وصولا إلى مرحلة الحساب والمحاسبة ، الذي لن يكون بعيدا أبدا ، وإذا ما أرادت هذه الأنظمة الإفلات من العقاب ، فعليها أن تدرك بأنّ مناصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه هو الوحيد الكفيل ببقائها ، وغفران الشعوب لها .المرحلة القادمة فلسطينية بامتياز ، لا مجال أبدا للمراوحة والتلاعب أو التذاكي على الشعوب ، وغير ذلك ؛ فإن مزابل التاريخ جاهزة لاستقبال الكثيرين ممن يرتعون اليوم في وحل الخيانة والعمالة ، فعموا وصمّوا وتصهينوا .
المصدر: رأي اليوم
انسخ الرابط :
Copied