موقع المغرب العربي الإخباري :
ليس مفاجئا لاي مراقب الفوز الذي حققته جبهة العمل الاسلامي ” الاخوان المسلمون ” في انتخابات الاردن النيابية فقراءة المشهد من زواياه كافة كانت تشير بوضوح الى ان الجبهة ستحقق مثل هذا النجاح ولاسباب عدة اولها ان القدرة التنظيمية لحزب الجبهة متقدمة على كافة الاحزاب السياسية الوليدة الجديدة والعقائدية مثلما ان اداء المقاومة الاسلامية في غزة كان احد العوامل التي عززت من حضور الجبهة في الساحة المحلية عبر التعاطف بالصوت ممن هم خارج اطار التنظيم السياسي للجبهة كما ان سيادة مظهر التدين عند اعضاء الجبهة كان عاملا اخرا مساندا ليفوز المترشحين عنها في القوائم المحلية اذن هل نقول ان التحشيد للاحزاب الجديدة الوليدة وتلك الصورة الاعلامية التي حاول مرشحوها وامنائها العامين رسمها لهم فشلت في تغيير ذهنية المتلقي الذي هو الناخب للتعبير عن ذلك في صناديق الانتخاب وان سلمنا بهكذا رأي فلماذا فشلت ايضا الاحزاب العقائدية او الايدلوجية في دفع مرشحيها الى قائمة النجاح الاجابة واضحة وهو ان الاحزاب العقائدية لم تعمل على تجديد قواعدها الانتخابية ولا قياداتها فظل الحال على ما هو عليه عشرات السنين وانعدم التواصل او كاد بين تلك القيادات وما تبقى من قواعدها التي تضاءلت مع الزمن.
على اجهزة الدولة المختلفة وصناع القرار فيها قراءة المشهد مجددا بعقلية منفتحة على الجمبع بلا استثناء وان تراجع سياساتها التي لم تتغير على مدار عمر الدولة الاردنية والتي تجاوزت 100 عام وعليها ان تعيد حساباتها واجراءاتها التي قامت بها في العقدين الاخيرين والتي حاولت من خلالها انتاج قيادت محلية شعبية بديلة تبين في كل انتخابات تمت انها عاجزة عن ايجاد البديل المناسب والطبيعي الذي يؤثر في حركة تطوير المجتمع وصناعة قراراته كما كانت القيادات المجتمعية السابقة والتي كانت تقود ولا تقاد وتجمع ولا تفرق.
هل تكون هذه الانتخابات محطة مهمة من قبل الدولة العميقة لتقييم بدائلها وسيناريوهاتها القادمة في تطوير الحياة الحزبية والسياسية والمجتمعية وهل تستمر في التحول نحو الحياة الحزبية الكاملة تمهيدا لما كان يقال عن تشكيل حكومات برلمانية بعد دورتين نيابيتين وهل استحقاقات الصناديق اذا افرزت في قادم الانتخابات نواب منتسبين الى التيار السياسي الاسلامي مسموح لها محليا واقليميا وعالميا تشكيل حكومات ذات اغلبية اسلامية وهل الاحزاب السياسية الوليدة الجديدة قادرة على ان تفوز في مقاعد البرلمان في الانتخابات القادمة.
ملخص القول ان الدولة الاردنية امام مفترق خطير وعليها ان تقرر الان وليس غدا ما هو شكل النظام البرلماني القادم وما هو شكل الحكومات لبرلمانية القادمة وبغير ذلك سنظل نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.
كاتب اردني
انسخ الرابط :
Copied