موقع المغرب العربي الإخباري :
ولّادة يا أرض العرب، ولن تموت في ربوعك الكرامة والنخوة والهمة العربية، التي ظن العدو الإسرائيلي أنه اجتث جذورها مع اتفاقيات السلام الزائف.
ولّادة يا أرض العرب، وقد غطت سحابة من المشاعر الوطنية والقومية والأخلاقية والإنسانية والعقائدية ربوع الأردن وفلسطين، بل وكل بلاد العرب، وهي تتلهف بشوقٍ لسماع خبر مقتل ثلاثة صهاينة بثلاثة رصاصات أردنية.
النشمي ماهر الجازي ليس فرداً، ولا هو عشيرة الحويطات فقط، وهي تعلن أن دم ابنها الشهيد ليس أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، ولن يكون آخر الشهداء، والشهيد ماهر الجازي ليس ابن معان صناديد العروبة، ولا هو ابن الأردن العربي فقط، النشمي ماهر الجازي هو الممثل الشرعي والوحيد لمزاج الأمة العربية والإسلامية، والتي تصرخ مع كل طفل وامرأة فلسطينية تتساقط فوق رأسها الصواريخ الأمريكية، بأن الظلم لن يدوم، وأن قهر الرجال لن يطول، وأن العدوان الصهيوني لن يُغتفر من قبل 460 مليون عربي، باتوا جميعهم مهددين بالعدوان الإسرائيلي، وباتوا جميعهم؛ بمصالحهم ومصيرهم ومستقبل أولادهم تحت رحمة الصهاينة، الذي بثوا بين ربوع العرب لغة الضعف والخوار، ونشروا ثقافة الهزيمة، وأن العربي الطيب هو العربي الميت، وأن العربي غدار متوحش لا يفهم إلا لغة القوة، وأن العربي جبان رعديد، تربى على المثل الشعبي: “انجُ سعد، فقد هلك سعيد” هذه اللغة الإسرائيلية شطبها ماهر الجازي من قاموس العرب، فالناجي سعد سيدافع عن سعيد بكل ما أوتي من قوة وصلابة وإرادة، ولن يسمح بهلاكه، ولا حياة حرة وكريمة لسعد إذا أهلك الصهاينة سعيد، ولا قيمة للإنسان العربي في الأردن إذا ذبح الصهاينة كرامة الإنسان العربي الفلسطيني أو المصري أو السوري أو المغربي أو الخليجي، فهذه أمة واحدة، لن يقف فعلها البطولي عند ماهر الجازي، كما لم يقف سابقاً عن فعل البطل المصري سليمان خاطر ومحمد صلاح وأيمن حسن، والبطل الأردني أحمد الدقامسة، والبطلة اللبنانية سناء المحيدلي.
عربيةٌ هي النخوة، وعربية هي الكرامة، وعربية هي الفرحة التي غمرت قلوب الملايين في الأردن العربي، فالفرحة كانت فرحتان؛ فرحة بمقتل ثلاثة صهاينة، وفرحة بارتقاء ماهر الجازي شهيداً، بعد أن صوب رصاصاته على اتفاقية وادي عربة، تماماً مثلما تصوب المقاومة الفلسطينية قذائفها على اتفاقية أوسلو، وكما صوب محمد صلاح وأيمن حسن رصاصاتهم العربية على صدر اتفاقية كامب ديفيد، تلك الاتفاقيات التي اتخذها العدو الإسرائيلي غطاءً سياسياً لمزيد من قتل الإنسان العربي وإهانته، ونهب أرضه، والسيطرة على موارد رزقه، والاستئثار بالمنافع، وتوظيف الاتفاقيات لما يخدم الأطماع الصهيونية في المنطقة، وخير شاهد على ذلك ما عرضه نتانياهو قبل أيام من خريطة لفلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك المسجد الأقصى، وكان قد سبقه الوزير سموتريتش، الذي عرض أفكاراً وخرائط تضم الأردن العربي إلى الكيان الصهيوني، ولم يخطر في بال الغزاة، بأن أرض العرب ولّادة، ستخرج لهم من جوفها مئات آلاف الأبطال أمثال ماهر الجازي برصاصات ثلاث، يعلن زئيرها أن لنهر الأردن ضفتان، الضفة الشرقية ارض عربية خالصة، والضفة الغربية حتى البحر المتوسط أيضاً، أرض عربية خالصة، لا تتسع للغزاة، ولن توفر لهم الأمن، ولا اطمئنان لهم في البقاء.
كاتب فلسطيني/ غزة
انسخ الرابط :
Copied