بعد أن انكشف الوجه الحقيقي لخرافة الصهيونية التي نسجت تحت غطاء ديني زائف، بدأت بشائر انتصار المقاومة وأمنية تحرير الأرض تلوح في الأفق، رغم كل الدمار الذي يلحقه الاحتلال في قطاع غزة، ورغم كل المجازر التي يرتكبها يومياً بحق الأبرياء من الأطفال والنساء، فكل ما يقوم به الاحتلال اليوم من جرائم أخلاقية وإنسانية قد عمق فجوة سقوطه الأخلاقي والعسكري والسياسي في القريب العاجل، ومن الواضح أن صفوف معارضي الاحتلال قد غلبت صفوف مؤيّديه، وأدرك الرأي العام العالمي مدى وحشية هذا الكيان وهمجيته.
عندما نتطرق إلى أسباب هذه الأمنية واحتمالات تحققها علينا أن نعي أن المقاومة الفلسطينية قد انتصرت بالفعل، انتصرت منذ فجر 7 أكتوبر حينما ضربت الاحتلال الضربة القاسمة في “طوفان الأقصى”، انتصرت بأعمالها البطولية وتضحياتها المقدسة، انتصرت عندما كبدت جيشاً من أقوى جيوش المنطقة خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد، انتصرت وما زالت وستبقى تسطر انتصاراتها التاريخية حتى تحرير آخر شبر من أرض فلسطين المقدسة.
الانتصار على الاحتلال وتحرير الأرض له آثار كبيرة جداً، ليس فقط على المستوى الفلسطيني بل على المستوى العربي والعالمي، فتحرير الأرض وإزالة المحتل تبعث في الشعب روح المقاومة وثقافة الاستقلال والحرية، وهذا أمسّ ما يحتاجه العالم العربي في هذه الأيام، لأنها تبثّ الأمل والعزيمة في الشعوب العربية وتعيد إليهم ثقتهم بعد عقود من الإحباط والانكسارات المتتاية.
إنتصار المقاومة الفلسطينية هو انتصارنا وتحررنا جميعاً، فانتصارها سيضفي طابع الحرية وينشر ثقافة الرفض والعزّة والكرامة التي هي أساس كل مقاومة. لقد أثبتت لنا المقاومة بأفعالها وانجازاتها اليومية أن الإيمان بالقضية والتمسك بها والتضحية من أجلها هي مفاتيح لأبواب التحرّر والتقدّم، والسبيل الوحيد لصناعة تاريخ جديد للمنطقة ولشعوبها.