كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان “لحظة اختبار الجمهور”، أنّ هناك صفقة أسرى جدية مطروحة حالياً على طاولة النقاش في “إسرائيل”.
وأوضحت الصحيفة أنّ الصفقة يفترض أن تشمل “إعادة جزء من المحتجزين”، إلى جانب مسار متفق عليه للمناقشة المستقبلية بشأن الإفراج عن البقية، وفي الوقت نفسه منع نشوب حرب شاملة في المنطقة.
وذكرت هآرتس أنّ “عائلات المخطوفين، ودائرة أحبائهم، والجمهور الإسرائيلي، الذي يجد صعوبة في التنفس منذ 7 أكتوبر مترقباً إعادة المختطفين، يشعرون بخيبة أمل بالفعل”، مبينةً أنها “ليست المرة الأولى، أو الثانية”، التي يبدو فيها أن الصفقة تقترب، ولكن مرة تلو الأخرى، “نرى الحرص من قبل أحد ما من الجانبين على الأقل على نسفها”.
“الفرصة أكبر من أي وقت مضى”
ولكن تضيف الصحيفة أنه “يبدو أن فرص التوصل إلى صفقة هذه المرة أكبر من أي وقت مضى”، وتشير إلى أنه “في لقاء عقده (وزير الأمن الإسرائيلي) يوآف غالانت مع عائلات المخطوفين، بعد رد حماس على عرض الوسطاء في المفاوضات حول صفقة مخطوفين، قال وزير الأمن: نحن أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى”.
كما لفتت الصحيفة إلى أنّ “التقارير في الشبكات الأجنبية تؤكد ذلك، حيث أفيد أنه في اجتماع بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعضو الجناح السياسي لحماس، خليل الحية، يوم الجمعة، أبلغت حماس حزب الله أنها وافقت على اقتراح وقف إطلاق النار”.
وركزت هآرتس على أنه “في نهاية الاجتماع، قال مسؤول في حزب الله إنه إذا كان هناك اتفاق في غزة، فسيكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان”.
وبحسب ما ذكر، فإنّ غالانت “ليس وحده الذي يشعر بجدية إمكانية الصفقة، بل جميع رؤساء المنظمات المشاركة في المفاوضات، بما فيها الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك ومركز أسرى الحرب والمفقودين برئاسة اللواء نيتسان ألون، يعتقدون أيضاً بأنه من الممكن هذه المرة سدّ الفجوات بين مواقف الطرفين في المفاوضات”.
“صفقة.. أو التخلي عن الأسرى وحرب شاملة”
وعليه، فإنّ البديل هو “التوصل إلى صفقة ووقف الحرب أو التخلي عن الأسرى حتى موتهم وحرب شاملة”، تستخلص هآرتس.
كما تنصح الجمهور الإسرائيلي بأنّه “من أجل التغلب على نتنياهو واليمين المتطرف، يجب على الجمهور أن يوضح للحكومة ورئيسها رغبته في التوصل إلى اتفاق يعيد المخطوفين إلى الوطن، ولن نسمح لوزراء الحكومة بنسف صفقة مرة أخرى”.
وأفادت هيئة عائلات المخطوفين وهددت بأنه “إذا أحبطت الحكومة الصفقة، فإن الملايين سيخرجون إلى الشوارع، ولا يجوز ترك العائلات وحدها في المعركة، بل يجب الانضمام إليها في مطالبة الحكومة: صفقة الآن”.
وكانت الشرطة الإسرائيلية، في وقت سابق السبت، فرّقت مئات المستوطنين المتظاهرين، عبر استخدام خراطيم المياه، في مواجهتها التظاهرات المطالبة بإسقاط حكومة الاحتلال الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
ويتظاهر عدد كبير من المستوطنين منذ أشهر، بوتيرة شبه يومية، ضد حكومة الاحتلال ورئيسها، مطالبين بإبرام صفقة لتبادل الأسرى، ووقف الحرب على قطاع غزة، وإجراء انتخاباتٍ مبكرة لـ”الكنيست”.