هذا ما يُميِّز قاسم:
نعم، عند الوقوف للتأمل في شخصية الشهيد قا-سم سل- يما- ني سنلحظ أنَّ أهم خصلتان أو عنصران توفرا في شخصيته، بحيث أضحى الشخصية الجها-دية ذات البُعد الرسالي، والمؤثرة على نحو مزدوج…
ففي الوقت الذي كان يُلْهم ويؤثر في آلاف الرجال المؤمنين بضرورة مواجهة العدو المعتدي على الأمة، فهو أيضا كان يمثل النِّقمة المرهقة لتفكير ووعي العدو ….
فالش-هيد امتلك:
أ) – الرُّوحية والنَّفسية المصقولة بالبلاء والممتحنة بالمِحَن، والتي نُحتت وتشكَّلت في العقد الأول للثورة الإسلامية في إيران، وبالتَّحديد أثناء مصاعب الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية…
فهو لم يحافظ على تلك الرُّوحية والنَّفسية فقط، بل استطاع العمل على تنميتها وتقويتها في كيانه…
ب) – الذِّهنية المُتخلِّصة من الأفق الثقافي الضيق والخاص، فهو لم يفكر ولم يعمل ضمن أفقه الثقافي الخاص به…
ولعلّ ذالك يعود بالأساس لاحتكاكه وتعايشه ومشاركته بالتفكير مع المؤمنين المختلفين معه في الثقافة، بحيث اكتسب القدرة على التَّفكير خارج تلك الحدود التي تفرضها الأطر الثقافية القومية، وأيضا اكتسب القدرة على التفكير بأنماط متنوعة….
الخلاصة:
أنَّ الرُّوحية والذِّهنية التي توفرت في كيان الش-هيد، هو ما جعل منه شخصية جهادية ذات بُعد رسالي ومؤثرة في مختلف أصحاب الثقافات والقوميات، وفي أحبائه وأعدائه…
والحقيقة أنَّ واقعنا الحالي وتحدِّياته المفروضة علينا بسبب تعدُّد أوجه مكائد العدو، تفرض ضرورة أن يكون في أمَّتنا شخصيات تتوفر فيها ما توفر في الش-هيد رحمة المولى تعالى عليه ….
حبيب مقدم