قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنّ الاحتفال الأول بيوم تأسيس المملكة السعودية في 22 شباط (فبراير)، قد يكون مصحوبًا بتغييرات أخرى، مشيرًا إلى أنّ الموضوع الأساسي للتغيير السياسي في المملكة هو زيادة النزعة القومية وتخفيف النزعة الدينية.
وأضاف المعهد في تقرير للكاتب سايمون هندرسون، أنّ ولي العهد محمد بن سلمان هو الذي يدير بالفعل المملكة، على الرغم من استمرار والده في ترؤُّس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء، مُشدّدًا على أنّ التطور الأخير الذي حدث في السعودية كان في غاية الأهمية، وهو لا يقل شأنًا عن قرار الولايات المتحدة بالاستقلال في عام 1776.
ولكن الآن، وفقا لمرسوم أصدره الملك سلمان في 27 كانون الثاني (يناير)، أُعلن عن تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727، أيْ قبل 18 عامًا من هروب عبد الوهاب إلى الدرعية. ويشير عام 1727 إلى تاريخ تولي محمد بن سعود الزعامة المحلية بعد وفاة والده سعود بن محمد، وأضاف معهد واشنطن أنّ الحكومة السعودية ربّما لا تعيد كتابة التاريخ بالكامل، إلّا أنّه من المؤكّد أنّها تعمل على تعديله.
ورأى المعهد أنّه عبر اختيار عام 1727 كتاريخ نشأة الدولة السعودية الأولى، يُضعف الملك سلمان ونجله بن سلمان الدور التاريخي للمؤسسة الدينيّة الوهابيّة، التي غالبًا ما اعتُبرت شريكة حليفة لآل سعود، إلى أنْ أصبح سلمان ملكًا، وإنْ كانت حليفةً صغيرةً.
وتابع المعهد أنّهعلى الرغم من المزاعم التي تقول إنّ المحافظة على استمرارية حُكم آل سعود كانت عملية بسيطة، تَعيّن على هذا الحُكم إظهار براعة هائلة في التعامل مع التحديات التاريخية والتوترات داخل العائلة المالكة؛ ففي عام 1982، أصدر الملك فهد، وهو الشقيق الأكبر للملك سلمان، قانونًا أساسيًا فاجأ ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله، إذ أعلن فيه أنّ العاهل السعودي هو مَنْ يمنح صفة ولي العهد التي هي ليس حقًا لعبد الله.
وعندما أصبح عبد الله ملكا في عام 2005، أنشأ “هيئة البيعة” لزيادة عدد كبار الأمراء المعنيين بمبايعة الملك الجديد، ومنذ أنْ أصبح سلمان ملكًا في عام 2015، انخرط، بدعمٍ من محمد بن سلمان، في تنفيذ تكتيكات قاسية لإبعاد الخصوم. ويُحتجَز حاليا وليُّ عهدٍ ووليُّ ولي عهدٍ في سجنيْن ملكييْن خاصيْن، كان عبد الله قد اعتبرهما ملكيْن مستقبلييْن محتمليْن.
وأشار معهد واشنطن إلى أن 22 شباط (فبراير)، قد يشهد المزيد من الإعلانات الجديدة مع عودة الملك سلمان إلى الرياض، بعد أنْ فرض عليه وباء فيروس كورونا إمضاء عامَين في أحد قصور نيوم، المدينة المستقبلية التي يتم بناؤها على الساحل الشمالي للبحر الأحمر، لافِتًا إلى أنّ محمد بن سلمان غاب عن حضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، بسبب “تضارُب في جدول الأعمال” لم يتم تحديد ماهيته.
وأضاف المعهد أن التغيرات المحتملة التي تزيد من إضعاف روابط ولي العهد بالإسلام الأصولي قد تؤدي إلى معارضة هذه التغييرات، إما من قبل أفراد آخرين من العائلة المالكة، أو من قبل زعماء دينيين، أو الاثنين معا.
وأوضح أن أفراد العائلة الآخرين يشعرون بالاستياء من تهميشهم، كما قوضت تكتيكات محمد بن سلمان بانتظام المؤسسة الدينية التي كانت تتلقى في الماضي تمويلا كبيرا. وبالإضافة إلى ذلك، قد يشعر البعض أن هذه هي الفرصة الأخيرة لمنع محمد بن سلمان من أن يصبح ملكا. ويتوقع أيضا أن يتخذ الديوان الملكي بعض الإجراءات لإيقاف مثل هذه المعارضة.
ورأى المعهد أنه بالنسبة للولايات المتحدة، قد تعني هذه التغييرات والتوترات العالمية أن الوقت قد حان للتعاطي بشكل أكثر مباشرة مع محمد بن سلمان. لكن في مكالمة هاتفية في 9 شباط/فبراير، تحدث الرئيس بايدن فقط مع الملك سلمان حول شؤون الطاقة وإيران واليمن.
وذكر أنه على موقع السفارة السعودية على الإنترنت، تم إدراج جميع الملوك ابتداء من عبد العزيز تحت عنوان “الزعماء السعوديون” في لائحة تتضمن سيرهم الذاتية. وتم إدراج اسم محمد بن سلمان أيضا ضمن هذه اللائحة، لكن الرابط إلى سيرته الذاتية لم يبصر النور بعد.