تجمعت حشود ضخمة من المتظاهرين للمطالبة بوقف إطلاق النار في العاصمة الأميركية واشنطن، وكذلك في عواصم أخرى حول العالم، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة المحاصر لنحو شهر على التوالي.
وجذب احتجاج واشنطن مئات الآلاف من الأميركيين من مدن في جميع أنحاء البلاد سافروا إلى العاصمة على متن مئات الحافلات التي نظمتها مجموعات المجتمع المحلي والمنظمات التقدمية. وقد ملأت الحشود “ساحة الحرية” الواقعة بالقرب من “ناشونال مول” والبيت الأبيض.
ويُظهر مقطع فيديو من التظاهرة حشوداً من المتظاهرين، يرتدي العديد منهم الكوفية، حاملين الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات مثل “أوقفوا المجزرة” و”فلتعش غزة”.
وخاطب العديد من المنظمين الرئيس جو بايدن مباشرة، ورددوا هتافات مثل “بايدن، بايدن، لا يمكنك الاختباء، نحن نتهمك بالإبادة الجماعية”.
وبالإضافة إلى وقف فوري لإطلاق النار، دعا المتظاهرون إلى إنهاء المساعدات العسكرية الأميركية للاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الحصار المفروض على غزة.
وقد أيّدت أكثر من 450 منظمة هذه المسيرة. وقالت جمعية الشعب العالمية، التي ساعدت في تنظيم الاحتجاج، إنّ “المسيرة هي الأكبر لصالح فلسطين في تاريخ الولايات المتحدة”.
وقالت مديرة قسم المناصرة في الحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين، إيمان عابد طومسون، إنّ هذه الاحتجاجات هي “شهادة على مدى الدعم المتزايد بشأن حركة التضامن الفلسطينية، وعلى أنّ الناس يريدون حقاً أن يروا التغيير قادماً”، وذلك في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية.
كما خرجت مظاهرات في فيلادلفيا ونيويورك في الولايات المتحدة.
وقبل يومين، أغلق أميركيون محطة القطارات في نيويورك، من أجل إيقاف الحرب على غزة، مردّدين الهتافات الداعمة للفلسطينيين، ورافعين الأعلام الفلسطينية.
وتظاهر أيضاً عشرات الأميركيين في ميناء أوكلاند في ولاية كاليفورنيا، مطالبين بمنع إبحار سفن أميركية محمّلة بالأسلحة للاحتلال.
وحاول المتظاهرون المعترضون على الحرب الإسرائيلية على غزة منع مغادرة سفينة عسكرية كبيرة من ميناء أوكلاند، بحيث صعد 3 منهم على الأقل على متن السفينة.
بالإضافة إلى واشنطن العاصمة، نظّم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين أيضاً مسيرة في مدن رئيسية أخرى في جميع أنحاء العالم يوم السبت للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وتجمع نحو 40 ألف شخص في ميدان “الطرف الأغر” في لندن للمشاركة في مسيرة نهاية الأسبوع الثالثة على التوالي في المدينة، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل عبارات “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”أوقفوا قصف الأطفال”.
كما نُظّمت تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مدن أخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك “مانشستر” و”أكسفورد” و”نيوكاسل” و”ليفربول”.
وخرج الآلاف إلى الشوارع أيضاً في جميع أنحاء أوروبا وأميركا اللاتينية للمطالبة بوقف إطلاق النار يوم السبت، مع خروج مظاهرات في عواصم مثل باريس – فرنسا، برلين – ألمانيا، سانتياغو – شيلي، وكراكاس – فنزويلا.
هنيّة يحيي التظاهرات الداعمة لفلسطين
في هذا السياق، وجّه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، التحية للجماهير المحتشدة في واشنطن والجماهير الحاشدة التي خرجت في العواصم والمدن الغربية المتضامنة مع الشعب الفلسطينية، والمطالبة بوقف حرب الإبادة في غزة.
وأكّد هنية أنّ “هذه الحشود التي تحركت بعشرات ومئات الآلاف من مختلف الجنسيات للتظاهر تؤكد أنّ شعوب العالم قاطبة قد ضجرت من المحتل ووحشيته”.
وأضاف أنّ “على الإدارة الأميركية والدول المشاركة في توفير الغطاء للعدوان أن تستمع لنداء شعوبها”، مشيراً إلى أنّ شعوب العالم قالت كلمتها: “الحرية لفلسطين والمقاومة مشروعة والاحتلال إلى زوال”.
يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، ما أدّى إلى استشهاد 9488 شهيداً، منهم 3900 طفلاً، و2509 سيدة وإصابة 24158 ألف شخصٍ بجراح، فيما لا يزال 2000 مقفود تحت الأنقاض، 1250 منهم أطفالاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.