قالت مجلّة “فورين أفيرز” الأميركية إنّ انقسام دول مع الغرب حول أوكرانيا يتعدى مسألة صحة الحرب أو عدمها، فهناك أزمة خذلان وانعدام ثقة بالغرب أو بالقيم والحقائق التي يقدمها، وبالتحديد حول سوء إدارة العولمة من قبل الغرب بعد الحرب الباردة.
كما أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة في وضع ضعيف بشكل خاص للدفاع عن المعايير العالمية بعد رئاسة دونالد ترامب، التي شهدت ازدراءً للقواعد والممارسات العالمية في مجالات متنوعة مثل المناخ وحقوق الإنسان ومنع الانتشار النووي.
وفي هذا الشأن يشير النقاد إلى الحروب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق للقول إنّ النفاق، وليس المبدأ، هو الذي يقود الغرب.
وأعطت المجلة دليلاً آخر على الكلام المزدوج، وهو الدعم الأميركي لحرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والذي ولد أزمة إنسانية في ذلك البلد.
ووفق المجلة فإنّ “الغرب أظهر تعاطفاً مع ضحايا الحرب في أوكرانيا أكثر بكثير من تعاطفه مع ضحايا الحروب في أماكن أخرى، وتم تمويل نداء الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية لأوكرانيا بنسبة 80 إلى 90%، فيما بالكاد تم تمويل نداءات الأمم المتحدة لعام 2022 للأشخاص الذين وقعوا في أزمات في إثيوبيا وسوريا واليمن”.
وتحدثت المجلة الأميركية عن الانقسام الحاصل في العالم جراء الحرب في أوكرانيا، بين التحالف التقليدي (الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا) وجنوب الكرة الأرضية.
وأوضحت المجلة أنّ “قلة من الحكومات تؤيد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومع ذلك لا يزال الكثير منهم غير مقتنعين بإصرار الغرب على أن النضال من أجل الحرية والديمقراطية في أوكرانيا هو أيضاً أولوية لهم أو يصب في صالحهم”.
ولفتت المجلة إلى أنّ هذا الإنقسام عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حين قال إنّ “التحالف التقليدي فقد ثقة جنوب الكرة الأرضية”.
ووفق المجلة فإنّ “القناعة الغربية بالحرب وأهميتها يقابلها في أماكن أخرى شكوك في أحسن الأحوال وازدراء صريح في أسوأ الأحوال”.