أنهت كينيا، اليوم الإثنين، تحضيراتها للانتخابات الرئاسية، عشية اقتراع صعب، إذ يتنافس وليام روتو، نائب الرئيس المنتهية ولايته، مع رايلا أودينغا، وهو الزعيم السابق للمعارضة التي أصبحت في السلطة حالياً.
وتمّ تزويد مراكز الاقتراع البالغ عددها 46229 مركزاً ببطاقات الاقتراع وصناديق بلاستيكية تحتوي على مستلزمات إنجاز العملية الانتخابية. وستفتح المراكز الثلاثاء لإجراء اقتراع يُركّز على قضايا مختلفة في الدولة.
ودُعيَ نحو 22.1 مليون ناخب إلى التصويت لاختيار رئيس، وسينتخبون أيضاً النواب وأعضاء المجالس المحلية في البلد حيث تعدّ الديمقراطية أكثر رسوخاً من بين بلدان شرق أفريقيا.
وهيمن مرشّحان على الحملة الانتخابية: رايلا أودينغا (77 عاماً) الذي يترشّح للمرة الخامسة للانتخابات الرئاسية، مقابل نائب الرئيس المنتهية ولايته وليام روتو (55 عاماً)، وهما يتنافسان في اقتراع يبدو أنه سيكون صعباً.
وفي الأشهر الأخيرة، احتدم النزاع الانتخابي خلال التجمّعات الانتخابية في جميع أنحاء البلاد، من المدن والمناطق الريفية وصولاً إلى العشوائيات في كينيا حيث يعد غياب المساواة جلياً، ويبلغ الحدّ الأدنى للأجور 15120 شلن (124 يورو). وكانت المعركة الانتخابية ضارية على شبكات التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان، لكن الحوادث كانت نادرة في الشارع.
وقام روتو وأودينغا بصقل خطاباتهما الأحد، فـ “روتو” تمنّى خلال مراسم دينية أن يكون “كلّ مواطن كيني (…) رسول سلام”، فيما دعا “أودينغا” من جهته إلى “دولة موحّدة”، مؤكداً للشعب أنّه “أولاً” كينيّاً قبل أن يكون “عضواً في أيّ مجتمع آخر”.
وفي الجمهورية الكينية وقبائلها البالغ عددها 46، يعدّ الانتماء العرقي عنصراً أساسياً في حجرة التصويت.
ولطالما أثارت الانتخابات في كينيا نزاعات كانت عنيفة في بعض الأحيان. ففي 2007-2008، قتل أكثر من 1100 شخص في اشتباكات سياسية عرقية ونزح مئات الآلاف. وفي 2017، ألغت المحكمة العليا الانتخابات في سابقة في أفريقيا، ودعت إلى اقتراع جديد. ولا يزال الخوف من نشوب أعمال عنف قائماً، لكن “الكينيين يأملون أن يكون التصويت هذا العام مختلفاً”
في هذا السياق، ازدادت الدعوات إلى الهدوء من المجتمع المدني والمجتمع الدولي. بينما ينتشر المئات من المراقبين الدوليين ومراقبي المجتمع المدني الثلاثاء، بينهم مراقبون من الهيئة الحكومية الدولية للتنمية. وأعلن رئيس هذه المنظمة الإقليمية في شرق أفريقيا مولاتو تيشوم، الأحد أنّ “طموحات الأفريقيين هي انتخابات سلمية وذات مصداقية، وانتقال سلمي”.
والأنظار موجّهة أيضاً إلى مفوضية الانتخابات التي كانت في صلب الخلافات التي حصلت خلال عمليات الاقتراع في الماضي. وأكدت أنّها وضعت الضمانات اللازمة منعاً لأيّ عمليات تزوير أو تلاعب، وتجنّباً لأي مشاكل تقنية محتملة.