تستمر العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا والتي انطلقت بفعل تهديد الامن القومي الروسي بحسب ما تعتبر موسكو، وهي ربما ستشكل منعطفا على الساحة الدولية، وتعتمد موسكو في ذلك على تخطيط مُحكم وقوة متقدمة عسكريا وتقنيا.
ما يجري اليوم في اوكرانيا ليس إلا إعادة لترتيب الأوراق الدولية ، أما أهم أسباب هذه التطورات ، فيعود إلى تجاوزات القطبية السياسية الواحدة بعد أن وصلت إلى الخطوط الحمراء لدى الإتحاد الروسي.
الباحث في القضايا الدولية الدكتور سمير أبو صالح يقول لموقع المنار “ان الأسباب للحرب الحالية لم تكن متوفرة لو أن الجانب الأوكراني تجاوب مع متطلبات العلاقة الطبيعية بين دولتين وشعبين جارين، إلا أن الجانب الأوكراني الذي استخدِم كذريعة لحرب أميركية أطلسية ضد دولة روسيا؛ رضيَ بأن يكون أحد أدوات هذه الحرب والضحيّة الرّئيسية لها” .
ويضيف ان “كرة الثلج استهلّت تدحرجها وأخذت تكبر على وقع الطبول الأمريكية وتركت اوكرانيا للرياح العاتية في وقت قال الأمريكي بأنّه لن يدخل الحرب”. ويتابع “أعلن الأطلسي عن انضمامة للأمريكي في حرب اقتصادية ضد روسيا، وترافق ذلك مع إعلان إرسال شحنات من الأسلحة لأوكرانيا، هذا المشهد الأمريكي – الأطلسي ورَّط أوروبا التي بدأت شعوبها تتململ وتعبّر عن رفضها لهذه الحرب خاصة وأنها حرب أمريكية روسية أراد منها الأمريكي أن تكون بأيادٍ أوروبية روسية.” ويشير الى “التحشيد والاستعداد خارجا ليشمل الأراضي الأوروبية حيث تُرجم ذلك واضحا باتخاذ معظم الدّول الأوروبية إجراءات ميدانية واستعدادات عسكرية حتى في جغرافيا بعيدة جدا عن مناطق التماس للحرب الدائرة حاليا”.
ويعتبر الباحث ان “الرئيس الروسي بدا واثقاً تماما مما يفعل؛ سيما وأنه لا يخفي مُطلقا نواياه وهو ما يعكس مقدرته الفائقة في العسكر والسياسة، وكان كل هذا سببا لخشية امريكية أطلسية حقيقية لم يعهدوا مثيلا لها أيام الحرب الباردة، ويبدو أنّ السّير والمسير الروسي العسكري والسياسي سيستمر دون توقف مع احتمال توسع رقعة الحرب ، المعركة الآن ليست فقط على صعيد روسي أوكراني، إنما هي على صعيد روسي أميركي، قد تترك اثرها على زمن القطب الواحد”.
