أعادت حادثة مقتل الأسرى الإسرائيليين الثلاثة في قطاع غزة بنيران إسرائيلية، تسليط الضوء على كيفية تعامل الجيش مع أهدافه، وقصف كل ما يتحرك على الأرض دون تمييز بين مدني أو مقاتل.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها إن الأسرى الثلاثة الذين قتلوا بالرصاص عن طريق الخطأ داخل غزة، كانوا يحملون علمًا أبيض.
وتزيد هذه الرواية من المخاوف بشأن استهتار إسرائيل بحياة الإنسان في غزة بينما تشن عدوانًا عقابيًا ضد مقاتلي حركة حماس.
قوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة
ونقلت الصحيفة عن الأمم المتحدة قولها إن “هذه الانتهاكات تثير أيضًا تساؤلات بشأن سلوك القوات البرية الإسرائيلية في معظم أنحاء قطاع غزة”.
وقالت الصحيفة إن “الجيش الإسرائيلي يرفض الإجابة على أسئلة حول قواعد الاشتباك، لكن عمليات القتل تتناسب مع نمط القوة المفرطة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين لسنوات”.
وفي تقريرها حول الموضوع، قالت صحيفة “التايمز” إن الجيش الإسرائيلي يدّعي أن كلًا من مطلق النار على الأسيرين الأولين وأولئك الذين قتلوا الثالث، كانوا يتصرفون بشكل مخالف لأوامر قواعد الاشتباك.
ورأت الصحيفة أنه وسط تصاعد الوفيات في غزة، أدى مصير الإسرائيليين الثلاثة إلى إضعاف ادعاءات الجيش الإسرائيلي المتكررة، بأنه يتخذ احتياطات صارمة لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
قتل مدنيين يحملون أعلام بيضاء
وقالت الصحيفة: “إن حادثة إطلاق النار أثارت الجدل داخل إسرائيل حول أهداف الحرب”. وقد دعت عائلات الأسرى الحكومة إلى إعطاء الأولوية للمفاوضات من أجل “إطلاق سراح أحبائهم”.
أما صحيفة “فايننشال تايمز” فقالت إن الأسرى كانوا على بعد عشرات الأمتار من المواقع الإسرائيلية، وإن الجنود اعتقدوا أنهم مقاتلون من حماس يحاولون إيقاع جنود إسرائيليين في فخ.
وأضافت الصحيفة أن مقتل الأسرى يأتي بعد أن وثقت جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية عدة حالات لمدنيين في غزة يلوحون بأعلام بيضاء، أطلق عليهم الجنود الإسرائيليون النار.
أمّا صحيفة “بلومبيرغ”، فتحدثت عن المظاهرات التي تلت الأنباء عن مقتل الإسرائيليين الثلاثة، وقالت: “إن نتنياهو يتعرض لانتقادات بسبب التقاعس عن التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى”.
وبحسب الصحيفة، تشير التقديرات إلى أن نحو 129 شخصًا تم أسرهم في أكتوبر/ تشرين الأول ما زالوا محتجزين في غزة بعد مرور 70 يومًا على أسرهم.