أكد موقع “ريسبونسيبل ستيت كرافت” أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يجب أن تكون حذرة من أن تتلاعب بها السعودية للحصول على مزيد من الدعم العسكري الأميركي.
وقال الموقع، نقلاً عن تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنّ “الحكومة السعودية تبادلت معلومات استخبارية مع إدارة بايدن، مفادها أنّ هناك استعدادات جارية لهجومٍ إيراني “وشيك” ضد بلادهم”.
وبحسب تقرير “ريسبونسيبل ستيت كرافت”، “رفعت الولايات المتحدة وعدة دول أخرى في المنطقة مستوى التأهب لجيوشها رداً على هذا الادعاء”، في حين نفى المسؤولون الإيرانيون هذه التقارير.
وأكد الموقع أنّ “المزاعم السعودية تثير شبح أزمة جديدة مع إيران وتصعيد التوترات الإقليمية”، لافتاً إلى أنّ “إدارة بايدن عليها أن تكون حذرة من أن يتلاعب بها السعوديون للحصول على مزيد من الدعم العسكري الأميركي، ولا يجب تحت أي ظرف السماح للولايات المتحدة بالانجرار إلى صراع جديد في الشرق الأوسط”.
وأضاف “ريسبونسيبل ستيت كرافت” أنّ “هذه التقارير تأتي في وقت ساءت العلاقات الأميركية السعودية بصورة كبيرة، وكان أعضاء في الكونغرس يطرحون إجراءات عقابية محتملة، وإدارة بايدن تتحدث عن الحاجة إلى إعادة تقييم العلاقة بالسعودية، بل إنها تفكر في إبطاء المساعدات العسكرية للمملكة”.
ولفت الموقع إلى أنّ “الخوف الأمني المفاجئ من إيران هو بالضبط ما يحتاج إليه الصقور المؤيدون للسعودية في الولايات المتحدة، لصرف الانتباه عن المصالح المتباينة للولايات المتحدة والمملكة”.
وأضاف تقرير “ريسبونسيبل ستيت كرافت” أنه “لا يجب أن نقول إنّ المزاعم السعودية لا يجب أن تؤخذ في ظاهرها، فربما تحاول الحكومة السعودية تقييد أيدي منتقديها في واشنطن، وربما تحاول أن تحاصر إدارة بايدن لمنعها من إبطاء المساعدات العسكرية أو وقفها”.
وأشار إلى أنّ “توقيت المطالبة السعودية يُعَدّ ملائماً بصورة ملحوظة للرياض بعد توتر العلاقات بالولايات المتحدة في أعقاب خفض إنتاج النفط من أوبك +، والذي دفعت في اتجاه تطبيقه الحكومة السعودية”.
وأكد الموقع أنّ السعودية “تدرك أنه عادة ما يكون هناك قليل من الأشياء التي تحظى باهتمام واشنطن ودعمها الفوريَّين بصورة أسرع من دق ناقوس الخطر بشأن التهديدات الإيرانية المفترضة”.
وأوضح تقرير “ريسبونسيبل ستيت كرافت” أنّه “عندما تجد الحكومة السعودية نفسها في مشكلة مع منتقديها في الولايات المتحدة، فإنّ الحكومة وجيش جماعات الضغط التابع لها حريصان على تأكيد عدائهما لإيران، كتذكير لماذا يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في تزويد السعودية بالمعلومات والأسلحة والحماية”.
ولفت الموقع إلى أنّ “هذا الأمر نجح في الماضي، لكن على الأميركيين أن يعرفوا الآن أنه يؤدي إلى سياسات تضر بالمصالح الأميركية والاستقرار الإقليمي”.
وتابع: “بالنسبة إلى التحذير من هجوم وشيك، يجب أن نتذكر كيف استخدمت إدارة ترامب الادعاء الكاذب بشأن مثل هذا الهجوم على القوات الأميركية من جانب إيران، كقصة تغطية أولية لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني”.
وأشار تقرير “ريسبونسيبل ستيت كرافت” إلى أنّه “إذا كانت الحكومة السعودية تحاول حث الولايات المتحدة على استخدام القوة ضد أهداف إيرانية، باسم “استباق” هذا الهجوم المفترض، فيجب على إدارة بايدن أن ترفض مناشداتها”.
إلى جانب ذلك، شدّد الموقع على أنّه “يجب على إدارة بايدن أن توضح للسعودية أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى عمل عسكري نيابة عنها”.
ورأى أنّه “سواء كانت المزاعم السعودية بشأن هجوم إيراني مخطّط صحيحة أم لا، فإنّ الولايات المتحدة في حاجة إلى إظهار أنها لن تكون مضطرة إلى توفير مزيد من الأسلحة والمساعدة العسكرية لحكومة أثبتت أنها غير موثوق بها، وغير جديرة بالثقة”.
وأكد تقرير “ريسبونسيبل ستيت كرافت” أنّه “لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعرّض قواتها للأذى من أجل الدفاع عن السعودية أو الإمارات، بغض النظر عما تفعله إيران”.
وأردف: “إذا كان السعوديون يخترعون التهديد أو يبالغون فيه نتيجة أغراضهم الخاصة، فهذا تأكيد أكثر على أن حكومتهم لا يمكن الوثوق بها، ولا تستحق الحماية التي توفرها لها الولايات المتحدة”.
وأوضح الموقع أنه “يجب ألّا تشارك الولايات المتحدة في التنافس بين إيران والسعودية، ويجب أن تتطلع إلى تخليص نفسها من صراعات المنطقة في أقرب وقت ممكن”.