أعلن حلف شمال الأطلسي، “الناتو”، أنّه سيجري تدريبات على الردع النووي، الأسبوع المقبل.
وصرّح الأمين العام لـ”الناتو”، ينس ستولتنبرغ، بأنّ الحلف “سيُجري، خلال الأسبوع المقبل، تدريبات الردع النووي المخطَّطة منذ فترة طويلة”، مؤكداً أنّه “تدريب روتيني يُجرى سنوياً، وهدفه المحافظة على قدراتنا على الردع آمنة وفعالة”.
وأكّد ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع وزراء دفاع الحلف، غداً الأربعاء، أنّ “احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية غير مؤكد حالياً، ونحن نراقب الوضع عن كثب”.
وأضاف: “نريد أن نُبعد أيّ تهديد عن أراضي دول “الناتو”، لكن لا نرغب في أن تُسيء روسيا فهم ذلك على نحو يدفعها إلى التصعيد”.
وأشار إلى أنّ وزراء دفاع دول “الناتو” سيناقشون غداً، مع وزير الدفاع الأوكراني، “حاجة كييف إلى الأسلحة، مثل مضادات الدبابات وأنظمة الدفاع الجوي وغيرها”.
وزعم ستولتنبرغ أنّ “الناتو ليس طرفاً في الصراع في أوكرانيا، لكنه يدعم كييف في الحرب ضد روسيا”.
ولفت إلى أنّ وزراء دفاع الحلف سيناقشون أيضاً، خلال اجتماعهم غداً، “حماية البنى التحتية، وخصوصاً عقب حادثة تسرب خطوط التيار الشمالي 1 و2″، مؤكداً أنّ “الحلفاء سيعزّزون حماية البني التحتية”، ومحذراً من أنّ “أيّ هجوم ضدّ البنى التحتية للحلفاء سيواجَه بردّ موحَّد”.
وفي سياق متصل، حثّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، جميع المهتمين، من الإعلاميين والمحللين السياسيين، على “عدم تضخيم موضوع التهديد النووي، وعدم تسخينه على نحو مصطنع”.
وقال لافروف، في مقابلة مع قناة “روسيا 1” التلفزيونية: “أناشد، من خلالكم، جميع المهتمين بهذا الموقف وموضوع التهديدات النووية، والذين يحاولون تغطيته في الفضاء الإعلامي، وأقول لهم إنه لا حاجة إلى تسخينه بصورة مصطنعة”.
ونصح لافروف المحللين والسياسيين بـ”تحمل المسؤولية قدر الإمكان في تصريحاتهم العمومية، وعدم ممارسة مثل هذه الألعاب، على نحو يؤجج التوتّر إلى أقصى حد”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، شدد، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، على أن “موسكو لا تهدد باستخدام الأسلحة النووية”.
وأكد أنّ “الخطاب النووي يتصاعد في العواصم الغربية، في محاولة لجعل الأمر يبدو كأن موسكو تستعدّ لاستخدام أسلحة الدمار الشامل”.
وأكد عدد من المسؤولين الأميركيين، لشبكة “CNN”، أنّ “تحذير الرئيس جو بايدن، ليلة الخميس، من أن العالم يواجه أعلى احتمال لحرب نووية منذ 60 عاماً، لم يكن مبنياً على أي معلومات استخبارية جديدة بشأن نيّات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو تغييرات في الموقف النووي لروسيا”.
وقالت الشبكة إن “الولايات المتحدة لا ترى حتى الآن أيّ دليل على أنّ بوتين يتّجه نحو استخدام القدرة النووية الروسية، ولا توجد أيّ معلومات استخبارية تُظهر أنه قرر القيام بذلك”.
وبحسب الشبكة الأميركية، فاجأ تقييم بايدن عدداً من كبار المسؤولين الأميركيين، ويرجع ذلك، إلى حدّ كبير، إلى “الافتقار إلى أيّ معلومات استخبارية جديدة تدفعهم إلى استخدام اللغة القاتمة التي استخدمها بايدن”.
وصرّح بوتين بأن “روسيا، كدولة طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تلتزم نص المعاهدة وروحها. كما أننا أوفينا بالتزاماتنا كاملة بموجب الاتفاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بشأن تخفيض الأسلحة ذات الصلة، والحد منها”.