في حملتها العسكرية الشاملة غير المسبوقة على قطاع غزة، استخدمت إسرائيل استراتيجية محكمة للتدمير شملت جوانب متعددة من الحياة، بما في ذلك الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والبنوك والأسواق والمخابز، وغيرها من المرافق الحيوية. وأظهرت صور أقمار صناعية المناطق التي تعرضت لدمار كلي أو شبه كلي في القطاع.
ووفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، تعرضت غزة لدمار هائل في البنية التحتية والمباني، حيث تم تدمير ما يقارب 45% من المباني بشكل كامل، مما أسفر عن تشريد مليون شخص وجعلهم بلا مأوى أو دفعهم إلى النزوح الداخلي.
واستهدفت إسرائيل في عملياتها العسكرية مواقع زعمت أنها تحتوي على تهديدات أمنية مثل اختباء مقاتلي حماس بها أو كأن توجد تحتها أنفاق.
ووفقا لبعض البيانات، فقد تم تدمير ما يقل قليلا عن 50% من المنشآت التعليمية في القطاع البالغ عددها 969 منشأة، في حين تضرر 33% من تلك المنشآت.
كما تضررت البنية التحتية بشدة، حيث طال الدمار ما يقدر بنحو 92% من الطرق الرئيسية، أكثر من 50% منها دُمرت بالكامل. بالإضافة إلى تدمير نصف البنية التحتية للطاقة في القطاع خلال هذه الحرب.
ووفقا للبنك الدولي أيضا، تُقدر التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار غزة بمليارات الدولارات، وهي تكلفة تفوق بكثير قدرة الاقتصاد المحلي على تحملها.
وأفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقارير سابقة بأن القوات الإسرائيلية تقوم بحرق بعض المباني في غزة تنفيذا لتعليمات مباشرة من قياداتها الميدانية. من جهة أخرى، وجهت صحيفة “غارديان” البريطانية اتهامات لقوات الاحتلال بأنها تعامل المباني والمنشآت في قطاع غزة كأهداف عسكرية.
17 ألف طفل دون ذويهم
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” الجمعة 2/2 إن تقديراتها تشير إلى أن 17 ألف طفل في غزة أصبحوا بدون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الصراع، ويعتقد أن جميع الأطفال في القطاع، أي حوالي مليون طفل، بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية، وهو ما يسلط الضوء أيضا على الأزمة الإنسانية العميقة التي تواجه سكان القطاع.
المصدر : MCD