انسحب العديد من المدعوين العرب والمسلمين من حفل إفطارٍ في البيت الأبيض، كان قد دعا إليه الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وتناقلت وسائل إعلامٍ أن الطبيب ثائر أحمد، الذي عاد إلى الولايات المتحدة مؤخراً قادماً من قطاع غزة، قال لبايدن إنّه “لا يمكنني البقاء بهذه المناسبة بينما يُقتل الناس في غزة”، مُضيفةً أنّ سلّم إلى بايدن ونائبته، كامالا هاريس، رسالة من طفل نازح فقد عائلته، وما زال موجوداً في مدينة رفح.
وكشفت أنّ العديد من المدعوين عبّروا عن أنّهم “لم يشعروا بالراحة في الاحتفال مع الرئيس بايدن، بينما يواجه الفلسطينيون الحرب والمجاعة في غزة”.
وبناءً على الانسحاب وما وُصف على أنّه “غضب واضح”، لم يحقق بايدن رغبته في حفل إفطارٍ “هادئ ومصغر”، وذلك بعد أن رفض العديد من شخصيات ومكونات الجاليتين العربية والإسلامية في الولايات المتحدة تلبية دعوة البيت الأبيض، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية الوحشية المستمرة على قطاع غزة.
وفي الشأن ذاته، كانت قد صرّحت السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، كارين جان بيير، في مؤتمر صحافي، بأنّ بايدن “لن ينظم حفل استقبالٍ عام لشهر رمضان هذا العام، على عكس ما فعله في عامي 2022 و2023”.
وأشارت جان بيير إلى أنّ الرئيس الأمريكي سيعقد خلال النهار “اجتماع عمل مع قادة الجالية الإسلامية”، لافتةً إلى أنّهم “أصروا على أن يكون الاجتماع خاصاً”، مُضيفةً أنّه بعد هذا اللقاء، سيشارك بايدن في “حفل إفطار صغير” مع الأعضاء المسلمين في إدارته.
وقالت إنّ هذا يأتي “بناءً على طلب من أفراد المجتمع (المسلم)، وهذا ما أرادوه ونحن نتفهم ذلك”.
ودعا بايدن، قُبيل موعد الإفطار، العديد من الحضور للقاءٍ موسّع في البيت الأبيض لمزيدٍ من النقاش بشأن وجهة نظرهم في الحرب، زاعماً أنّه “سيفعل كل ما بوسعه لمنع سقوط مدنيين في غزة”.
وأكّد البيت الأبيض للحضور أنّ موقفه واضحٌ في رفض أي عمليةٍ إسرائيلية في رفح “لا تضع اعتباراً للنازحين”.
وفي خطوةٍ احتجاجية مضادة، شارك رؤساء منظمات إسلامية غير حكومية بارزة في الولايات المتحدة في احتجاجٍ على برنامج الإفطار الرمضاني الذي نظمه بايدن، وذلك من خلال إقامة إفطارٍ بديل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، أمام مقر البيت الأبيض في واشنطن.
يُشار إلى أنّ الرئيس الأميركي وإدارته، يتعرضون لانتقاداتٍ واسعة النطاق من قبل الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، ومن قِبل جماهير واسعة وقاعدةٍ شعبية آخذة في الاتساع، بسبب دعمه الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكان بايدن استقبل في عام 2022 كما في عام 2023، عدّة مئاتٍ من الضيوف في البيت الأبيض للاحتفال بالعيد، عند انتهاء شهر رمضان المبارك، وفي كل احتفالٍ كان يلقى خطاباً.
إلّا أنّ الأوضاع مختلفة تماماً هذا العام داخل الجالية الأميركية المسلمة، حيث يتنامى الغضب في أوساطها من سياسات الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط، وتجاه فلسطين خصوصاً.
ويتهم العديد من المسلمين والأميركيين بايدن، بالمساهمة في معاناة الفلسطينيين في غزة من خلال الاستمرار في تقديم الدعم غير المشروط لـ”إسرائيل”.