يتفاعل أميركياً وإسرائيلياً تغيّب نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الأبرز للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كامالا هاريس، عن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقب بعد ساعات أمام الكونغرس الأميركي، وذلك على الرغم من أنّ مساعداً لها صرّح أن غيابها مرتبط بتضارب في المواعيد، وأنه من المقرر أن تعقد مع نتنياهو لقاء منفصلاً في وقت لاحق.
وتعاملت العديد من وسائل الإعلام الأميركية والغربية مع هذا الغياب على أنه “غير المسبوق” وأنه بمثابة “مقاطعة من قبل نائبة الرئيس”، إذ تجري العادة بروتوكولياً أن يجلس نائب الرئيس بصفته رئيس مجلس الشيوخ، على منصة مجلس النواب، إلى جانب رئيس المجلس، خلال الاجتماعات المشتركة لاستقبال زعيم أجنبي.
ونقلت صحيفة تلغراف عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن قرار هاريس “مخيب للآمال”، ويشير إلى أنها “غير قادرة على التمييز بين الخير والشر”، وأنّ تخطي خطاب نتنياهو “ليس طريقة في معاملة شخص حليف”.
خطوة هاريس “مهينة وغير مبررة”
واعتبر رئيس مجلس النواب الاميركي مايك جونسون مقاطعة هاريس “خطوة مهينة وغير مبررة”، قائلاً إنه “كان يجب على كامالا هاريس أن تكون جالسة الى جانبه”، في ما وصفها بأنها “اللحظة التاريخية التي يجب أن تقف فيها الولايات المتحدة بقوة إلى جانب حلفائها في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه “يجب محاسبة ومساءلة كامالا هاريس عن رفضها المشاركة في الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس التي سيتحدث خلالها نتنياهو”.
بدوره، أصدر النائب جيرولد نادلر (ديمقراطي من نيويورك)، وهو العضو اليهودي الأقدم في مجلس النواب، اليوم بياناً قبيل خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس، واصفاً الأخير بأنه “أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي”.
وأكّد نادلر أنّ خطاب نتنياهو في جلسة مشتركة للكونغرس “ليس في خدمة تعزيز العلاقات العميقة التي تربط الولايات المتحدة وإسرائيل معاً، بل هو حيلة ساخرة تهدف إلى مساعدة موقفه السياسي اليائس في الداخل، والتدخل في السياسة الأميركية الداخلية، قبل أشهر فقط من انتخابات ذات أهمية كبيرة”.
وأضاف أنّ “نتنياهو وحلفاؤه يسعون إلى استخدام الكونغرس الأميركي، أعظم هيئة تشريعية في العالم، كمسرح لإعلانهم الحزبي التالي، وتصوير أعضاء الكونغرس المنتخبين ككومبارس ممجدين.. ليس لديّ شكّ في ذهني أن خطاب الغد لا ينبغي أن يحدث”.
خطاب نتنياهو “ضوء أخضر للإبادة الجماعية”
من جهتها قالت عضو الكونغرس كوري بوش، في بيانها حول مقاطعة خطاب نتنياهو، أنه “بالنسبة للمشرعين المدافعين عن الحرية والديمقراطية الدفاع عن حقوق الانسان، فهذه الأمور ليست مجرد كلام”، مؤكدةً أنه “بمنح نتنياهو فرصة لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة الكونغرس، لا يواصل بذلك إعطاء الضوء الأخضر للإبادة الجماعية، بل هو يحتفي بالرجل الذي هو في صدارة المسؤولين عن هذه الإبادة”.
كذلك فقد نشرت وسائل إعلام أميركية أنّ عدداً من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الديمقراطيين يعتزمون مقاطعة خطاب نتنياهو، من بينهم بيرني ساندرز وكريس فان هولن.
وكان نتنياهو وصل أمس إلى عاصمة الولايات المتحدة الأميركية واشنطن، في ظلّ حملة احتجاجية سياسية وشعبية غير مسبوقة، ما فرض مستويات عالية من الحماية على مكان إقامته وتضييقاً على حركته، وتمّ إقامة سياج حول نقاط الدخول إلى مبنى الكابيتول والفندق حيث يقيم، كما انتشرت شرطة الكابيتول وأفراد الخدمة السرية بأعداد أكبر، وكثفوا عمليات التفتيش والحماية أثناء زيارته.
وأعلنت شرطة العاصمة عن سلسلة موسعة من إغلاقات الشوارع والتي من المقرر أن تستمر معظم الأسبوع.