اتّفقت دول الاتّحاد الـ27 خلال قمّة في بروكسل، مساء أمس الإثنين، على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، في قرار تسعى من خلاله لحرمان موسكو “من مصدر تمويل ضخم” بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنّ قادة دول الاتحاد الأوروبي اتّفقوا خلال القمّة على فرض حظر تدريجي على واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، ووافقوا في الوقت نفسه على منح إعفاء موقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاءً للمجر التي هدّدت باستخدام الفيتو ضدّ هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا.
ولفت ميشال في تغريدة في “تويتر” إلى أنّ هذا الخفض “سيحرم آلة الحرب (الروسية) من مصدر تمويل ضخم”، وسيمارس “ضغوطاً قصوى” على موسكو لدفعها إلى وقف الحرب.
Agreement to ban export of Russian oil to the EU.
This immediately covers more than 2/3 of oil imports from Russia, cutting a huge source of financing for its war machine.
Maximum pressure on Russia to end the war.
— Charles Michel (@eucopresident) May 30, 2022
من جهتها، تعهّدت برلين ووارسو وقف وارداتهما من النفط الروسي عبر خط أنابيب “دروجبا”، ما يرفع كمية الصادرات النفطية الروسية التي سيتخلّى عنها الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام إلى 90%، بحسب كلّ من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، إنّ الاتّحاد سيبحث “في أقرب وقت ممكن” توسيع نطاق هذا الحظر، ليشمل النفط الذي تصدّره روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى دول أعضاء في التكتّل.
وأضاف ماكرون في تغريدة في “تويتر”: “روسيا تختار مواصلة حربها في أوكرانيا. بصفتنا أوروبيين موحّدين ومتضامنين مع الشعب الأوكراني، نحن نفرض عقوبات جديدة هذا المساء”.
La Russie fait le choix de poursuivre sa guerre en Ukraine. En Européens, unis et solidaires du peuple ukrainien, nous prenons ce soir de nouvelles sanctions. Nous avons décidé de mettre fin aux importations de pétrole russe à 90% d’ici fin 2022.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) May 30, 2022
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا في مداخلة عبر الفيديو القادة الأوروبيين إلى وضع حدّ “لخلافاتهم الداخلية”، وفرض حزمة سادسة من العقوبات ضدّ موسكو.
إقصاء 3 مصارف من نظام “سويفت”
على الصعيد المالي، وافقت دول الاتّحاد الـ27 على إقصاء ثلاثة مصارف روسية من نظام “سويفت” للتحويلات المالية الدولية، من بينها “سبيربنك”، أكبر بنك في روسيا، علماً أنّ روسيا هي ثاني أكبر بلد ضمن نظام “سويفت” من جهة عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية، بحسب “روس سويفت”، ويصل حجم التعاملات المالية المرتبطة بها عبر “سويفت” إلى مئات مليارات الدولارات سنوياً.
من جهة أخرى، أعلن ميشال أنّ قادة الدول الـ27 وافقوا خلال القمة على منح كييف 9 مليارات يورو لتغطية احتياجاتها الفورية من السيولة.
وأوضح مصدر أوروبي أنّ هذا التمويل سيتمّ على شكل “قروض طويلة الأجل” بأسعار فائدة ميسّرة، علماً أنّ كييف حدّدت احتياجاتها للسيولة بمبلغ 5 مليارات دولار شهرياً.
وستتطرّق القمة في يومها الثاني والأخير، اليوم الثلاثاء، إلى تداعيات أزمة الغذاء المرتبطة بالحرب في أوكرانيا والتحوّل في مجال الطاقة في القارة العجوز للاستغناء عن الغاز الروسي.
حزمة العقوبات السادسة هذه هي ثمرة مفاوضات مضنية استمرّت شهراً، وهي تشمل أيضاً إدراج 60 شخصية إضافية في القائمة الأوروبية السوداء. ومن بين أبرز الذين تقرّر، أمس الإثنين، إدراج أسمائهم في هذه القائمة الأوروبية السوداء البطريرك كيريل؛ رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.