تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، عن الخلافات والتوترات وعدم تنسيق بين مكتبي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرَ الأمن، يوآف غالانت.
وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية إن المؤتمرات الصحافية المنفصلة كانت مجرد رأس جبل الجليد في التوتر بين نتنياهو وغالانت، مؤكدةً أن نتنياهو خصص لغالانت مكاتب وأغلقها في وزارة الأمن، وأنّ غالانت بحث عن غرفة للاجتماع بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مستوطني “إسرائيل” على موعد مع جولة أخرى من التوتر بين أبرز شخصيتين سياسيتين تديران الحرب ضد “حماس” منذ 7 تشرين أول/أكتوبر، والمسؤولتين عموماً عن أمن إسرائيل” وهما نتنياهو وغالانت.
كذلك، أشارت إلى أنه “على الرغم من حقيقة أنه لم يكن لدى أحد أي أوهام حول العلاقة بين الإثنين منذ أن أمر نتنياهو بإقالة غالانت في آذار/مارس الماضي، إلا أنهما كانا حريصين على إظهار جبهة موحدة منذ بداية الحرب”.
وقد تصدعت العلاقة أكثر، بحسب الصحيفة، “عندما قال نتنياهو للصحافيين إنه طلب من غالانت الانضمام إليه في تصريح للإعلام، لكن الأخير رفض ولم ينفِ، وخلف الكواليس اتضح أن هذا ليس سوى غيض من فيض”.
وكشفت الصحيفة لأول تفاصيل جديدة حول التوتر بين مكتبي الإثنين، بما في ذلك التأخير المقصود للمشاورات خلال الحرب، وإغلاق رئيس الحكومة لغرف في وزارة الأمن لعقد اجتماعات دورية رغما عن الوزير، التي هي وزارته الرسمية، وأيضاً كيف كادت تُمنع زيارة نتنياهو إلى غزة خلال أسبوع الهدنة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التوتر تصاحبه حقيقة أنه منذ بدء الحرب، أمضى نتنياهو أياماً كثيرة في وزارة الأمن، مقر وزير الأمن في الأوقات العادية.
ففي حين أن مكتب نتنياهو يحجز له الغرف لأنواع مختلفة من الاجتماعات لصالح الحرب، يتعين على مكتب الوزير غالانت إجراء تعديلات في اللحظة الأخيرة والبحث عن غرف من المخزون المفقود، وفقاً للصحيفة.
ومنذ بداية الحرب، وفقاً لـ”إسرائيل هيوم”، أصبح بالإمكان إحصاء عدد جلسات الحكومة بأصابع يدٍ واحدة، وبإصبعٍ واحد اجتماعات كتلة الليكود.
وأضافت: “لكن الوزير غالانت قرر التركيز على الحرب، وهو لا يحضر الاجتماعات من النوعين”، موضحةً أنه “عندما لم يحضر اجتماع كتلة الليكود أمس، أثار استياء زملائه في الكتلة”.
وبحسب الصحيفة، فإنه في محيط غالانت، “كان هناك بالفعل من خشوا من صورة مقسّمة بينه وبين نتنياهو، والتي من شأنها أن تنقل رسالة مفادها أنه مع استئناف القتال في غزة، فإن قادة الحرب غير قادرين على التواجد في غرفة واحدة والتحدث إلى الجمهور”.
وقالت الصحيفة إن مكتب غالانت طلب السبت استدعاء الصحافيين لحضور إحاطة عسكرية وأمنية بشأن استئناف القتال، مؤكدةً: “من انضم في وقت لاحق كان رئيس الحكومة، وصحيح أن مكتبه دعا غالانت للانضمام إلى المؤتمر الصحافي، المقرر عقده في وقت لاحق من ذلك اليوم، لكن مكتب غالانت رفض”.
وسبق أن تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “توتر كبير” بين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت. ويوم أمس أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن التوتر بينهما وصل إلى ذروة جديدة.
وقالت المعلقة السياسية في “القناة الـ12” الإسرائيلية، دانا فايس، تعليقاً على مقطع فيديو ظهر فيه نتنياهو يتحدث، وفجأة يخرج غالانت في أثناء الحديث، إنه “لا يوجد شك” في أنّ بين رئيس الحكومة ووزير الأمن “كثيراً من التوتر”.
يأتي ذلك في وقت، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ تظاهرة ضخمة لأهالي الأسرى شهدتها “تل أبيب” ضد حكومة بنيامين نتنياهو بمشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين، وتحدث فيها لأول مرة “أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم من قبل حماس”.
وفي وقتٍ سابق، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ حكومة نتنياهو مُستمرة في التنصل من مسؤولياتها، ولا سيما أنّ الشرطة الإسرائيلية بدأت تظهر معاملةً مُتشددة مع المحتجين الذين يطالبون باستقالة الحكومة أمام الكنيست منذ ثلاثة أسابيع.
وأظهر استطلاع للرأي أنّ “80% من الجمهور الإسرائيلي، وهي أغلبية ساحقة، تعتقد أن على نتنياهو، تحمل مسؤولية الأحداث عقب 7 أكتوبر”.
ويتظاهر عشرات الآلاف في “تل أبيب” منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، رافعين شعارات مناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته التي يحملونها مسؤولية الإخفاق الكبير في 7 أكتوبر، مطالبين بتسريع عملية الإفراج عن جميع الأسرى في قطاع غزة.