حفرت المقاومة الفلسطينية نجاحاً باهراً في الذاكرة العربية والإسلامية، من خلال عملية طوفان الأقصى وما جرى فيها من أحداث، فقد مثلت العملية علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكشفت مدى ضعف وهشاشة مؤسسة جيش الاحتلال، وعجزها عن قراءة نوايا المقاومة الفلسطينية، وهذا يعتبر فشلاً ذريعاً أفقد الكيان الصهيوني هيبته وحطّم جبروته.
الكيان المجرم يلجأ دائما إلى ارتكاب المجازر وسفك الدماء لتخويف وإرهاب الشعب الفلسطيني الأعزل، لا يوجد تعبير عما يحدث من مشاهد مأساوية، فالصمت الدولي وبعض الدول العربية أعطى لهذا المجرم الضوء الأخضر في تجاوز كل القوانين الدولية والإنسانية.
جريمة مستشفى المعمداني هي جريمة وحشية واستمرار لسياسة هذا المتغطرس الإرهابي، هو تحد للإنسانية ولكل العالم الذي لا يزال يتفرج ويشاهد ذبح الأطفال والنساء والشيوخ، دون حسيب او رقيب يوقفه عن جرائمه وعدوانيته، إن مساعي هذا المحتل هو القضاء على كل مقاوم لظلمه، واستعمار المنطقة بأكملها.
بعد سنوات من معاناة الشرق الأوسط من الإرهاب الداعشي تبين للعالم أن وراء ذاك التنظيم السفاح سفاح أكبر وهو أساس الإرهاب والإجرام، فمن كان يدعم الإرهابيين كان يخطط لإدخال المنطقة العربية في صراع الموت لإضعافها والسيطرة عليها، والآن يستخدم الكيان الصهيوني سياسة تلميذه داعش لنشر الإرهاب وإضاف غزة للسيطرة عليها.
من سيوقف هذا الإجرام ويوقف سفك الدماء؟، أين العرب والمسلمين من هذه الفواجع التي تركب يومياً؟، أين المجتمع الدولي ومجلس الأمن،؟ أين الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان؟.
لقد مللنا من الخطابات الرنانة والتنديدات، ونفد صبرنا ولم نعد نأمل شيئا من المجتمع الدولي والحكومات العربية، لقد تعبنا من تحمل الأوجاع كل يوم، أما آن الأوان لمواجهة هذا المتغطرس الإرهابي؟، أما آن الأوان لفضح ضعفه وانهياره؟.