لا يخرج أسطورة الفورمولا 1، الألماني مايكل شوماخر، من القلوب والأذهان، على الرغم من ابتعاده عن الأضواء والإعلام منذ تعرضه لحادث تزلج قبل 10 أعوام، ليبقى في منزله مع زوجته كورينا يتحديان الإصابة ويواصلان رحلة العلاج.
على الرغم من أن جيلاً جديداً ظهر بعد شوماخر، وعلى الرغم من سيطرة السائق البريطاني لويس هاميلتون على بطولة العالم ومعادلته أرقام شوماخر وتخطيه أرقاماً أخرى، وعلى الرغم من السيطرة الحالية للسائق الهولندي ماكس فيرستابن، يبقى لاسم شوماخر تأثير في النفوس. تكفي تلك الكاريزما التي كانت ترافقه أينما وُجد لتأكيد ذلك، وقد قرنها بالألقاب والإنجازات التاريخية.
وللمصادفة، تزامن الحادث الذي تعرّض له مايكل شوماخر مع بدء مشوار نجله ميك في رياضة المحركات منذ أن بدأ في “الكارتينغ”، وحل عام 2014 في المركز الثاني في بطولة العالم، ليبدأ بعد ذلك تألّقه بحصوله على لقب بطولة العالم في “الفورمولا 3” ولقب بطولة العالم في “الفورمولا 2”.
أمام هذه الألقاب، لم يكن مفاجئاً أن يبدأ نجل الأسطورة تجاربه في الفورمولا 1 مع فريق “هاس” بمحرك فيراري الفريق الذي عرف فيه والده أفضل الأوقات في الحلبات.
عام 2021، أعلن فريق “هاس” أن ميك أصبح سائقاً أساسياً في الفريق، لتكون مشاركته الأولى في بطولة العالم، وليعود اسم شوماخر مضيئاً سباقات الفورمولا 1.
وكذلك، لم يكن مفاجئاً أن يحل السائق البالغ حينها 22 عاماً في المركز الـ19 في ترتيب البطولة، نظراً إلى تجربته الحديثة في بطولة العالم وأمام أهم السائقين، ثم كان الوضع أفضل نوعاً ما عام 2022، إذ حل في المركز الـ16 حاصداً 12 نقطة، وكانت أفضل نتيجة له المركز السادس في سباق النمسا، حيث اختير أفضل سائق في السباق بتصويت الجمهور في موقع “فورمولا 1”.
بعد بطولة العالم، أعلن “هاس” أنه لن يمدد عقد ميك، ليصبح نجل الأسطورة سائقاً بديلاً وفي قطاع التطوير في مرسيدس، وهو الفريق الآخر الذي جلس والده خلف مقوده.
بالتأكيد، إن انضمام ميك إلى مرسيدس يعد مهماً لهذا السائق الشاب، إذ إن مهارته في القيادة التي ستتطور ستتيح له الفرصة لأن يصبح سائقاً رئيسياً في الفريق الشهير في بطولة العالم، وخصوصاً أنه سيكتسب خبرة واسعة لم يكن لينالها في فريق “هاس”.
لكنَّ الملاحظ في كلّ هذه التجربة حتى الآن أنَّ مايكل شوماخر ظل حاضراً مع نجله ميك أينما وجد، علماً أن هذا الشاب يسعى لإنشاء مساره الخاص بعيداً من المقارنات بوالده، وهي بالمناسبة، وإن كانت تشكّل حافزاً له، فإنها أيضاً يمكن أن تضعه تحت الضغوطات ليفوز دائماً.
هكذا، وقبل أعوام، قاد ميك سيارة والده التاريخية في فيراري خلال التجارب، إذ خفقت قلوب عشاق الأسطورة مع كل تقدّم للسيارة على الحلبة، مستعيدين ذكريات بطل العالم وتلك السباقات التاريخية التي كان يلمع فيها.
الآن، وقبل يومين، قام ميك بخطوة معبّرة جديدة تجاه والده وعشاق الأسطورة، إذ لم يتوانَ عن خوض التجارب مع مرسيدس ببدلة مايكل شوماخر وخوذته الشهيرة اللتين لا يزال يحتفظ بهما. مجدداً، كان التأثر كبيراً من عشاق الأسطورة تجاه خطوة ميك، وقاموا بالتقاط الصور التذكارية معه.
يقول ميك شوماخر في مقابلة صحافية عام 2018 عن والده مايكل: “إنه قدوتي. أحاول أن أشاهد كل ما فعله لأستفيد منه. والدي أدى دوراً مهماً في طريقة قيادتي”.
بالتأكيد، ينتظر عشاق مايكل شوماخر الوقت ليشاهدوا ميك بطلاً للعالم في يوم من الأيام، وهم ينتظرون أيضاً أن يشاهدوا والده إلى جانبه فخوراً به.