أصدر “اتحاد الناشرين العرب” ممثلاً برئيس الاتحاد بمحمد رشاد، بياناً أمس السبت، استنكر فيه التصريحات الصادرة عن يورجن بوس، مدير “معرض فرانكفورت للكتاب”، حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، و”الموقف المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث غير المأساوية التي تشهدها المنطقة”.
وفي حديثه مع “الميادين الثقافية“، قال رشاد إن المقاطعة “رسالة رمزية ليس للمعرض وحده بل لدول العالم المشاركة فيه”، علماً أن الدورة الــ 75 من المعرض تقام بمشاركة أكثر من 7000 دار نشر، بالاضافة لممثلي العاملين في كل قطاعات الطباعة والنشر.
وأضاف أن قرار مقاطعة المعرض الذي يخص صناعة النشر أكثر من كونه معرضاً جماهيرياً، يشكل “رسالة هامة جداً للتنبيه على ازدواجية المعايير التي يتعامل بها العالم الغربي تجاه قضايا متشابهة. وهو ما نجده عند التعامل مع الاحداث في اوكرانيا مقارنة برد الفعل عما يجري في غزة”.
وأكد رئيس “اتحاد الناشرين العرب” أن الاستجابة من الاتحادات العربية لهذه المقاطعة قد بدأت بالفعل. فقد أصدر كل من “اتحاد الناشرين المصريين” و”جمعية الناشرين الإماراتيين”، و”هيئة الشارقة للكتاب”، و”جمعية الناشرين السعوديين”، و”الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال”، بيانات في نفس السياق تؤكد على رفضها لازدواجية المعايير، وانكار حق الفلسطينيين في الدفاع الشرعي عن النفس.
من جانبه، قال رئيس “الاتحاد المصري للناشرين” سعيد عبده إن الاتحاد يؤيد هذا القرار ويسير به، فضلاً عن دعوة الناشرين المصريين إلى عدم المشاركة، و”تأييدنا الكامل لحق الشعب الفلسطيني، والرفض الكامل لحرب الإبادة الجماعية التي تتم في قطاع غزة”.
وقال عبده لــ “الميادين الثقافية” إن دور النشر المصرية التي كان من المتوقع أن تشارك تبلغ 20 داراً.
وبالرغم من أن المقاطعة، بخلاف كونها رسالة رمزية للعالم أجمع، حيث يحضر هذا المعرض المهتمون بصناعة النشر من كل دول العالم، إلا أنها، وفق عبده، ستؤثر على المعرض ولن تمر مرور الكرام. ذلك أن مصر في صناعة النشر “دولة ذات شأن”، ولأن المعرض معني بتبادل حقوق النشر والملكية الفكرية بين الدور بعضها البعض؛ وبالتالي أي دولة معنية بنشر نتاجها الفكري في مصر أو الشرق الأوسط، فإنها ستتأثر لا محالة بالمقاطعة المصرية والعربية.
أما الرسالة الثانية من قرار المقاطعة، فهو رفض الأكاذيب التي نشرت عن ذبح الفلسطينيين للأطفال الاسرائيليين، وتجاهل أي رد فعل بعد ثبوت كذبها، بل والتغاضي عما حدث ويحدث يومياً لأطفال غزة، وكذلك التعامي عن أفعال تقع في نظاق جرائم الحرب ومنها الطلب من أكثر من مليون نسمة لإخلاء بيوتهم خلال 24 ساعة، وقطع المياه والكهرباء عنهم. فلا يوجد أي قانون دولي، وفقاً لعبده، “يسمح باخلاء المستشفيات، متسائلاً: “أين العالم من كل هذه الجرائم؟”.
وعن تعرض دور النشر المقاطعة لخسائر مادية، ومنها إيجارات الأجنحة المخصصة لها، يقول رشاد إن دور النشر “قررت أن تتحمل هذه الخسائر برحابة صدر”، أما عن رد فعل “الاتحاد الدولي للناشرين” فأشار رشاد أن الاتحاد “صرح مسبقاً بأنه غير معني بالأمور السياسية”.
ومن المتوقع أن تتسبب مقاطعة دور النشر العربية لمعرض فرانكفورت في أكثر من خسارة، لن يكون أقلها توقف المعاملات التجارية التي كان من المتوقع إبرامها مع الناشرين العرب، وانخفاض نسبة الزوار العرب للمعرض، وكذلك حجم العائدات المادية من بيع حقوق الترجمة للأدب العربي، وصولاً إلى تضعضع سمعة المعرض باعتباره معرضاً عالمياً شاملاً.
وكان “معرض فرانكفورت للكتاب” قد قرر حجب جائزة “LiBeraturpreis” عن الروائية الفلسطينية عدنية شبلي وتكريمها، وذلك بتهمة “معاداة السامية”، وإتاحة مساحة إضافية “لدعم الأصوات اليهودية والإسرائيلية”.