خلال السنوات الأخيرة، أصبحت المطاعم السورية تفرض حضورها، بشكل متزايد، في المغرب، مقدمة بذلك للذواقيين المغاربة خيارات طهي أخرى وسفرا في فن الطهي الشامي.
ويمكن تفسير بروز العلامات التجارية في فن الطبخ السوري من خلال وجود جالية سورية يبلغ تعدادها قرابة خمسة آلاف مقيم، وفقا للمندوبية السامية للتخطيط، وبتزايد إقبال المغاربة على المطبخ العالمي.
فبالنسبة لمحمد التوت، صاحب مطعم والمنحدر من دمشق، فإن اختيار افتتاح مطعمه بالمغرب في عام 2015 يرجع بالأساس إلى أن « جزءا كبيرا من إخواننا المغاربة يحبون ما تجود به أيادينا ».
وقال التوت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، « منذ اليوم الأول الذي فتحنا فيه مطعما يقدم وجبات خفيفة بسيطة، كان العديد من المغاربة يتوافدون لتذوق أشهى الأطباق لدينا »، مضيفا أنه « شيئا فشيئا، قمنا بتوسيع عروضنا لتلبية جميع الأذواق ».
وتحدث صاحب المطعم السوري عن « التمازج » الذي لاحظه بين « المغرب والمشرق » في مجال المطعمة؛ مؤكدا على التعايش والأجواء الأخوية التي تسود فضاء العمل.
وأشار إلى أن السوريين في المغرب يشعرون بأنهم في وطنهم، معربا عن مشاعر الارتياح التي تختلجه إلى جانب باقي السوريين خلال مقامهم في المملكة.
من جهته، قال عادل السعيدي، مستخدم مغربي في هذا المطعم، إن حسن المعاملة تجاه الزبناء المغاربة هو سلوك متبادل، معربا عن سعادته بالعمل إلى جانب « إخوانه » (السوريين).
وقال السعيدي « هنا لا نفرق بين المغاربة أو السوريين أو جنسيات أخرى »، مؤكدا على الانسجام الذي يسود خلف المواقد حيث التعايش هو الكلمة المفتاح.
من جهة أخرى، أبرز السعيدي أن فن الطبخ الشرقي يقدم « مجموعة واسعة من الأطباق والمعجنات »، مسجلا أن هذا المطبخ، الذي وصفه بـ »الغني »، يقدم المزيد من التنوع في مجال الطهي على صعيد المطاعم في المغرب.
هذا الانطباع شاركته إحدى زبونات المطعم، التي أعربت، في تصريح مماثل، عن تقديرها للمطبخ السوري. وقالت « غالبا ما أقصد رفقة عائلتي هذا المطعم، لأننا نحب تذوق المأكولات الشرقية ».
ويجد العديد من السوريين، الذين اختاروا الإقامة بالمغرب، في هذا النوع من المطاعم نسخة مصغرة لبلدهم الأصلي، في بلد يرحب بالوافدين الجدد من جميع أنحاء العالم، وهو ما يجعلهم يشعرون بأنهم في وطنهم.
بقلم : المهدي إمهدا