يسود في الشارع المغربي ومعه الفرنسي وكذلك في الصالونات السياسية ، عن أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب ، المقررة غدا الاثنين ، والتي ستدوم ليومين كاملين بالمملكة ، عن أهميتها في هذه الظرفية الحساسة التي تطبع العلاقات بين البلدين ، بعد ان عاشت برودا دبلوماسيا دام لسنتين متتاليتين ، قبل ان يستدرك قصر الإليزي تصحيح رؤيته الدبلوماسية تجاه شريكه الاستراتيجي والتاريخي، بكل حياد وموضوعية بعيدا عن ضغوطات أعداء الوحدة الترابية للمملكة، من ضمنها جنرالات عسكر الجزائر ومناوراتهم ” الدنيئة ” بعد إعلان فرنسا رسميا دعمها لخطة الحكم الذاتي والاعتراف بمغربية الصحراء.
وبحسب مراقبين فإن زيارة ماكرون إلى الرباط يوم غد الاثنين ، ستكون داعمة لمسار المباحثات المعمقة التي تجمع الدولتين، من اجل خارطة طريق جديدة، خطوطها العريضة دعم السلام والاستقرار في المناطق المغاربية وكذلك بلدان الساحل، وخلق فرص جديدة للتعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية .
كما يرى المراقبون ان دعم فرنسا وإسبانيا للمغرب في هذه الظرفية الحساسة، ستكون له نتائج إيجابية على أوروبا وأفريقيا ، من خلال التعاون المشترك البعيد المدى والموثوق بين البلدان الثلاثة، لرسم خارطة جديدة اكثر متانة وموضوعية .
ومن المرتقب خلال زيارة ماكرون ان تعرف مجموعة من الملفات الثنائية بين البلدين ، اعادة تقييمها ، من ضمنها الملف الاقتصادي الذي سيكون حاضرا وبقوة في المحادثات التي ستجرى بين الرباط وباريس، علما أن المغرب أصبح فاعلا أساسيا في المنطقة ويملك حلا لمجموعة من الملفات سواء الأمنية والاقتصادية”.
هناك كذلك تحديات مرتبطة بمجموعة من الملفات الدولية والإقليمية في ظل الصراعات الحالية بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الاقتصادية على باقي البلدان” وكذلك حضوة المغرب لدى أصدقاءه الأفارقة المبني على أسس التعاون المشترك للنهوض بافريقيا موحدة وقوية ومؤمنة من الانشقاقات والحروب التي انهكت قوى القارة السمراء عبر عقود من الزمن ، وهي الرؤية المغربية للملك محمد السادس الذي اشار في اكثر من مناسبة ان أفريقيا يجب ان تكون قوية وهو ما انخرط بشأنه كل القوى الحية بالقارة لبناء مستقبل جديد بها ولشعوبها.
فرنسا كذلك بعد مراجعة نظرتها في التعامل مع أفريقيا ، والذي اثر عليها سلبيا وقلص حضورها داخل القارة الإفريقية ، ستكون مجبرة في مصالحة مع تاريخها الاستعماري للقارة ، وضع استراتيجيات متعددة للعودة إلى الواجهة، حيث تبقى البوابة المغربية مهمة لدى الطرف الفرنسي”.
المغرب كذلك سيزيد من استفادة تخص قضيته الوطنية الاولى ، من العلاقات الجيدة بين فرنسا والعديد من الدول لكسب مزيد من الأصوات الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وهناك كذلك ملفات استراتيجية وأمنية مهمة من المنتظر أن تعرض للنقاش خلال الزيارة المرتقبة لماكرون غدا للرباط ، والتي يرى مراقبون منها ان تكون متكافئة بين البلدين لما يخدم مصالحهما المشتركة التاريخية والمستقبلية .