يبدأ الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، اليوم الخميس، بشكلٍ عملي زيارته الرسمية إلى الجزائر، بأجندة مكثفة، تتضمن اجتماعات مع القيادة الجزائرية، إضافةً إلى زيارات رمزية لأماكن تحمل دلالات معنوية في العلاقات الجزائرية الكوبية.
وسيكون على رأس جدول أعمال الزعيم الكوبي مع الرئيس عبد المجيد تبون، وضع إطار لتفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يتماشى مع قوة العلاقة السياسية القوية والممتدة بين الجزائر وهافا، خاصةً أن التعاون بين البلدين، يكاد ينحصر في المجال الصحي، والطاقة، كما سيكون ملف تفعيل حركة عدم الانحياز حاضراً بقوة في مباحثات تبون وميغيل دياز كانيل.
وتربط بين الجزائر وكوبا علاقات تاريخية متميزة تعود إلى الماضي النضالي المشترك بين الشعبين والتزامهما بنصرة القضايا العادلة في العالم، وتمهد جودة العلاقات السياسية ببعدها الإنساني، إلى التأسيس لعهد جديد من التعاون الثنائي الوثيق في كافة المجالات، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي.
وتتزامن زيارة العمل والصداقة للرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، إلى الجزائر مع إحياء البلدين للذكرى الـ60 لعلاقاتهما التاريخية، والتي بدأت فعلياً قبل استقلال الجزائر واستمرت بعده من خلال دعم القضايا العادلة للشعوب وحقها في التحرر وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، كما تجسدت من خلال التضامن والتعاون وتنسيق المواقف الدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية.
وحقّقت العلاقات بين البلدين عدة مكاسب، كان آخرها تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر-كوبا شهر شباط/فبراير الماضي، لتكون فرصة للانطلاق نحو عهد جديد من التعاون الثنائي وتعزيز التبادل في جميع المجالات بينها البرلماني والاقتصادي، بما يعكس العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين.
فعلى الصعيد الاقتصادي، يمتلك البلدان إمكانيات كبيرة لترقية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، تم استعراضها خلال انعقاد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والثقافي على مستوى الخبراء في شباط/فبراير 2019، كما وقع البلدان قبل 5 سنوات على اتفاق لتنصيب مجلس أعمال جزائري-كوبي، والاتفاق على خارطة طريق تكون بمثابة أرضية للتعاون الاقتصادي.
وتشكّل زيارة الرئيس الكوبي إلى الجزائر سانحة لتجسيد الإرادة السياسية المشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي واستغلال فرص الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية على غرار الفلاحة والصناعات-الزراعية والأدوية والتجهيزات الطبية، بالإضافة إلى السياحة.
ولا يعكس حجم المبادلات التجارية، الذي يغلب عليه تصدير المحروقات الجزائرية، واقع العلاقات السياسية المتينة وآمال ترقيتها إلى آفاق أرحب بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
وبالمقابل، فإن التعاون في المجال الصحي شهد طفرة نوعية، تسعى الحكومتان الجزائرية والكوبية إلى تعزيزها من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي الصحة بالبلدين خلال الاجتماع القادم رفيع المستوى في كانون الثاني/يناير 2023 بجمهورية كوبا.
واتفق وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي، مع نظيره الكوبي، خوسيه أنخيل بورتال ميرلندا، في لقاء جمعهما الإثنين الماضي بالجزائر العاصمة، على البحث عن فرص شراكة جديدة لتعزيز التعاون وتوسيعه إلى مجالات أخرى، ودراسة 3 مشاريع للشراكة وهي التكوين المتواصل لفائدة الأطباء العامين الجزائريين في طب النساء والتوليد والأشعة والإنعاش وتكوين متخصص في طب العيون، إلى جانب التعاون وتبادل الخبرات مع معهد باستور الجزائر في مجال تطوير وإنتاج اللقاحات.
الميادين