أسابيع بعد تصريحات الرئيس التونسي، قيس سعيد، عن المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، وحملة “قمع” مزعومة ضدهم في تونس، تظهر المعطيات أن ذلك أتى بنتائج عكسية، إذ ارتفع عدد ضحايا قوراب الموت، وفق ما أفادت به صحيفة الغارديان.
وسلط تقرير نشرته “الغارديان” الضوء على تزايد عدد المهاجرين الذي يقدمون على مغامرة ركوب القوارب من تونس باتجاه أوروبا، حيث لم تمنع تصريحات قيس سعيد ضد المهاجرين من وقف الهجرة غير الشرعية عبر البلاد إلى أوروبا خاصة إيطاليا الأقرب جغرافيا إلى تونس.
ويفر الكثير منهم من الفقر والصراع في أفريقيا إلى تونس وباقي بلدان شمال أفريقيا، والخطة هي ركوب قارب قرب صفاقس وعبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
وينقل التقرير أن محاولات عبور البحر من الساحل المحيط من صفاقس تزايدت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة وسط موجة من العنف العنصري أثارها الخطاب “التحريضي” للرئيس التونسي، بحسب تعبير الصحيفة.
وكان سعيد ادعى أن الهجرة غير النظامية من أجزاء أخرى من أفريقيا هي مؤامرة لتغيير الطابع الديموغرافي لتونس.
وبحسب تقرير الصحيفة، أبلغت عائلات من المهاجرين الأفارقة عن طردها من منازلها وحتى مهاجمتها بالسكاكين.
وفقد العديد منهم وظائفهم غير الرسمية التي كانت تساعدهم في توفير ثمن الطعام والإيجار، لأن أصحاب العمل يخشون الاعتقال.
وفي الوقت الراهن، تنام أعداد متزايدة خارج مكاتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الأسبوع الماضي لوحده شهد غرق 29 شخصا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بعد غرق قاربين قبالة سواحل صفاقس.
وقال المدير الإقليمي للصحة، الأربعاء، لوكالة الأنباء التونسية إن عدد جثث المهاجرين في المشرحة المحلية تجاوز طاقتها.
وتنقل الصحيفة عن أوليفييه، من ساحل العاج، أن “المهربين يفرضون رسوما أقل على عمليات العبور خلال فصل الشتاء”، عندما يكون البحر أكثر خطورة.
ويفسر ذلك ارتفاع معدل الوفيات في أوساط المهاجرين القادمين جنوب الصحراء، لأن الراغبين في الهجرة من التونسيين باستطاعتهم أن يدفعوا مبالغ إضافية للعبور في الصيف.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، وصل ما لا يقل عن 12,000 مهاجرا إلى إيطاليا هذا العام من تونس، مقارنة ب 1,300 في نفس الفترة من عام 2022.
وفي السابق، كانت ليبيا نقطة الانطلاق الرئيسية، لكن تونس باتت تتحول إلى الوجهة البديلة.
وفي صفاقس، أشار أوليفييه إلى سوق صغير يعمل به أشخاص لا يحملون وثائق. وقال “هناك الآلاف منا في تونس. إنها عاصمة الهجرة في البحر الأبيض المتوسط”.
ومنع خفر السواحل التونسي أكثر من 14 ألف شخص من الانطلاق في قوارب صغيرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ 2900 في نفس الفترة من العام الماضي، وفق ما قال المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إن حملة قيس سعيد على المهاجرين غير الشرعيين تفسر على نطاق واسع على أنها محاولة لإبعاد التركيز عن المشاكل الاقتصادية في تونس.
وفي الأسبوع الماضي، حدر وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، من احتمال وجود “مئات الآلاف من الناس في البحر الأبيض المتوسط” ما لم يكن من الممكن تجنب الانهيار المالي في تونس.
الحرة