يخوض وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، سباق اللحظات الأخيرة، وذلك عشية انطلاق أعمال القمة الإفريقية الـ35 لرؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي ستشهد دراسة ملف انضمام دولة الكيان الصهيوني إلى الاتحاد الإفريقي بصفة “عضو مراقب”.
وتقود الجزائر منذ الصائفة المنصرمة حربا معلنة على الانضمام غير الشرعي لإسرائيل إلى مؤسسات الاتحاد الإفريقي بصفة “عضو مراقب”، مدعومة بدول إفريقية كبرى تتقدمها كل من جمهورية جنوب إفريقيا ونيجيريا، بالإضافة إلى دول عربية، مثل مصر وموريتانيا وتونس وليبيا والسودان وجزر القمر وجيبوتي، وقد نجحت إلى حد الآن في حشد العدد المطلوب من الأصوات لطرد تل أبيب من الهيئة الإفريقية، وفق بعض المصادر.
وفي هذا السياق، التقى لعمامرة مع سهلة وورك زودي، رئيسة أثيوبيا الدولة التي تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، وكتب مغردا على حسابه الخاص: “تشرفت بالفرصة المتجددة للقاء رئيسة إثيوبيا، سهلة وورك زودي، ونقل تحياتها الأخوية إلى الرئيس عبد المجيد تبون”.
كما التقى أيضا وزراء خارجية كل من أنغولا وكينيا ومدغشقر ونيجيريا وإريتريا وبوروندي، على هامش الدورة العادية الأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، وفق تغريدة أخرى لرئيس الدبلوماسية الجزائرية، الذي غرد أيضا بخصوص لقاء جمعه بوزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي: “سنة التشاور والتنسيق المستمر حول مختلف القضايا وفي جميع المحافل الدولية والإقليمية، هي سمة العلاقات بين تونس والجزائر”.
وأضاف لعمامرة مؤكدا على الدعم التونسي: “تطابق في الرؤى بيني وبين أخي عثمان الجراندي بشأن المسائل المطروحة على جدول أعمال المجلس التنفيذي والأوضاع الإفريقية إلى جانب الاستحقاقات الثنائية بين البلدين”.
كما التقى لعمامرة أيضا كلا من وزير الخارجية والتعاون والتكامل الأفريقي لجمهورية توغو روبرت دوسي، ووزير الخارجية التشادي شريف محمد زين، ووزير الخارجية الأوغندي هينري أوريم أوكيلو، وهي دول تدعم الوجود الإسرائيلي في الاتحاد الإفريقي، غير أن حجة الجزائر في موقفها، تكمن في تناقض قرار ضم الدولة العبرية للهيئة الإفريقية من قبل التشادي موسى فكي، في جويلية المنصرم، مع المبادئ المؤسسة للاتحاد الأفريقي الداعمة لحقوق الشعوب والمناهضة للاستعمار وكل أشكال الهيمنة المنافية لقيم التحرر.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية قد أكدت أن المسؤولين الإسرائيليين ضاعفوا خلال الأسابيع الماضية من جهودهم لضمان بقاء تل أبيب داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، وقالت إن رئيس وزرائها، نفتالي بينيت، تحدث إلى الرئيس السينغالي ماكي سال، في حين تحدث وزير خارجيتها، يائير لابيد، مع نظرائه في كل من جمهوريتي الطوغو وبوروندي، علما أن هذه الأخيرة كان لوزير الخارجية الجزائري لقاء مع رئيس دبلوماسيتها أمس.
وتأتي هذه الحركية عشية شروع الاتحاد الأفريقي في دراسة ملف انضمام دولة الكيان الصهيوني إلى الاتحاد الإفريقي بصفة “عضو مراقب” مدفوع بإصرار من قبل الجزائر ودولة جنوب إفريقيا، فيما يلعب نظام المخزن المغربي ورقة تنظيف باب تل أبيب المليء بالقاذورات أملا في حفاظه على قرار إداري مطعون في شرعيته القانونية والإجرائية.
ويتطلب بقاء دولة الكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي موافقة ثلثي أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 54 دولة، في حين أن 25 دولة أعلنت رفضها لعضوية تل أبيب، ما يعني استحالة تثبيت قرار موسى فكي استنادا إلى هذه الأرقام.
وعلى العكس من باقي الدول العربية الأفريقية، شذ نظام المخزن عن القاعدة وراح يدعم بعيدا عن الأنظار، المساعي الإسرائيلية في البقاء ضمن الاتحاد الأفريقي، غير أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فضحت هذه الممارسات، بتأكيد وقوف المغرب ورواندا مع الدولة العبرية.
المصدر الشروق أون لاين