انتقد حزب العمال الجزائري ما وصفه بـ”الاهتمام الأوروبي المخادع” بالجزائر، من أجل ضمان رفع الإمدادات من الغاز، في وقت تستمر، حسبه، خسائر الجزائر من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الحزب، في بيان، أن الجزائر تواجه ضغوطات متزايدة لمضاعفة صادراتها من الغاز من طرف دول أوروبية ومن الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن ما تقوم به أوروبا بمثابة خدعة لتحقيق مصالحها الطاقوية.
وأوضح الحزب ذو التوجه اليساري، الذي تقوده لويزة حنون، أن الاتحاد الأوروبي لم يكُف عن معارضته لأيّ مراجعة في بنود اتفاقية الشراكة التي تربطه بالجزائر، وهو اليوم، وفقه، يتظاهر باستعداده لذلك، معتبرا ذلك بمثابة خدعة من أجل تحقيق مصالح أوروبا الطاقوية، وهي المصالح نفسها التي دفعت برئيس المجلس الأوروبي خلال زيارته للبلاد أن يبدي استعداده المفاجئ لأيّ تعديل لهذه الاتفاقية.
واعتبر حزب العمال أن “هذه الاتفاقية ذات المصلحة الأحادية غير قابلة للمراجعة، بل يجب فسخها مثلما تقتضيه المادة 07 منها للسماح لبلادنا بإعادة بعث عجلة التصنيع بعد عقدين من تدمير النسيج الصناعي الوطني”.
وأشار إلى أن “اتفاقية الشراكة تُدمّر بشكل عنيف إنتاجنا الوطني والملايين من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة وتخلّف عجزا فادحا في الميزان التجاري خارج المحروقات (لكل 1 دولار صادرات جزائرية يقابلها ما يعادل 20 دولارا واردات من الاتحاد الأوروبي)”.
وشهدت الأسابيع الأخيرة توافدا دبلوماسيا كثيفا لمسؤولين أوروبيين على الجزائر التي تحولت بفعل أزمة الغاز إلى مركز اهتمام دول أوروبية تبحث بكل الطرق عن التخلص من الاعتماد على روسيا في ظل الحرب المشتعلة بينها وبين أوكرانيا.
وكان من أبرز الضيوف مؤخرا رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، الذي زار الجزائر وأجرى لقاء على انفراد مع الرئيس عبد المجيد تبون، أعقبه اجتماع موسع ضم عدة وزراء من الحكومة الجزائرية ومسؤولين عن قطاع الطاقة. وقال ميشال بعد لقائه الرئيس تبون “نظرا للظروف الدولية التي نعيها جميعا، من الواضح أنّ التعاون في مجال الطاقة أساسي، ونعتبر الجزائر شريكا موثوقا به ووفيا وملتزما في مجال التعاون الطاقوي”.
وقبل ذلك، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد زار الجزائر. ورغم نفيه لأن يكون الغاز محور الزيارة إلا أن وسائل إعلام فرنسية ذكرت أن شركة إنجي الفرنسية تتفاوض مع شركة سوناطراك لزيادة واردات الغاز من الجزائر بنحو 50 في المئة.
القدس العربي