تعيش منطقة مرناق في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة حالة احتقان، بعد إقدام الشاب محمد أمين الدريدي على الانتحار، اليوم السبت، بعد أن فكّكت فرقة التراتيب البلدية الميزان الذي يستخدمه في بيع الخضراوات والغلال والتضييق عليه في مناسبات عدّة، بحسب رواية عائلته.
يقول قدور الدريدي، عمّ محمد أمين، لـ”العربي الجديد”، إنّ الشاب البالغ من العمر 25 عاماً “كان يبيع الخضراوات لسداد بدل الإيجار وتحصيل قوته وإعالة شقيقه الصغير بعد زواج والده”، علماً أنّ والدته توفيت عندما كان في الرابعة من عمره. يضيف العمّ: “لكنّ أعوان التراتيب كانوا في كلّ مرّة يحجزون الميزان ويحرّرون محاضر ضدّه، على الرغم من تدخّلات رئيس مركز الشرطة للسماح له بالعمل وطلب إعادة أداة عمله. وصباح هذا اليوم، اتّصل بي ليعلمني بأنّهم حجزوا الميزان مجدداً، وكان غاضباً”.
يتابع العمّ أنّ محمد أمين “اتصل بشقيقه طالباً المساعدة لاستعادة ميزانه، وأخبره بأنّه لم يتمكّن من العمل والأبواب موصدة في وجهه، ثمّ قال له إنّه سوف يعود إلى البيت. بعد ذلك، حاول شقيقه الاتصال به من دون جدوى، ليُكتشَف أنّه قرّر وضع حدّ لحياته وقد شنق نفسه في غرفته”.
ويفيد العمّ بأنّ “حقوقيين من الرابطة الجهوية لحقوق الإنسان ومن منظمات أخرى قصدوا الجهة لمتابعة الموضوع”. ويلفت إلى أنّ “ما يحزّ في نفسي أنّ والدة محمد أمين توفيت وتركته في سنّ الرابعة مع شقيقه الصغير الذي أوصته والدته بالاهتمام به مؤكدة أنّه أمانة لديه. لكن للأسف، على الرغم من محاولته العمل فإنّ التضييقات كانت كبيرة”.
وأصدرت وزارة الداخلية التونسية بياناً بخصوص الحادث قالت فيه إنها “تلقت صباح اليوم السبت حوالي الساعة 11.00 صباحاً مكالمة هاتفية مفادها إقدام شخص على الانتحار شنقاً بمنزله، الكائن بحي الحدائق مرناڨ بنعروس، وبتنقل أعوان الأمن على عين المكان، تم العثور على المتوفي”.
وقالت إنه “خلافاً لما تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي حول الظروف المحيطة بإقدام المعني على الانتحار وأسبابه، فقد بينت الأبحاث الأولية من خلال السماعات المحررة على الشهود أن المتوفي كان يعيش خلافات عائلية حادة”.
وأوضحت أنه “بالنسبة لموضوع الانتصاب الفوضوي (المقصود البيع دون ترخيص مسبق) فإن حيثياته تعود إلى الخميس 22 سبتمبر/أيلول 2022، حيث أن الهالك كان يستغل نقطة انتصاب فوضوي خارج السوق البلدي بمرناڨ، وفي إطار تنفيذ قرار بلدي يقضي بمنع الانتصاب العشوائي.. والقاضي بإزالة نقطة انتصاب فوضوي دون رخصة والتابعة للمتوفي بالمكان، فإنه تم التنبيه عليه والاكتفاء بحجز آلة الوزن الإلكترونية التي كان يستغلها، مع الإشارة عليه بتسوية وضعيته مع مصالح بلدية المكان”. وقالت الداخلية إن “الأبحاث متواصلة بالتنسيق الكامل مع النيابة العمومية للكشف عن جميع أطوار وملابسات الحادثة”.
العربي الجديد
