ملحمة تاريخية غير تقليدية ميدانها غزة بقلم د. محمد جميعان

يستغرب البعض من مجريات الاحداث في المنطقة منذ السابع من اكتوبر، ويرى ان ما يقدم من تحليلات، لها طابع تقليدي، لا يمكنها ان تفسر ما يجري بدقة تشفي الغليل.

نعم، هناك ثلاثة احداث كبار جدا، وغير مسبوقة جرت في غزة، اصبحت معها خيارات النهاية كلها صعبة جدا ومربكة ومعقدة، ولا يمكن توقع نتائجها وعواقبها لاحقا، من اجل ذلك نحن امام مفصل تاريخي من الصعب توقعه بتحليلات تقليدية..

هذه الاحداث هي:

1- الحدث الاول:  ما جرى يوم 7 اكتوبر من هجوم استراتيجي قامت به حماس بذراعها القسامي على اسرائيل، حقق اهدافه وجرى تطويره عدة مرات، وكان غير مسبوق في تاريخ الصراع، والمربك هنا لاسرائيل، ان ما جرى يشكل نموذج قتالي يمكن تطويره وتوسيعه بسهولة، وقد يشكل اخطر ما تتوقعه اسرائيل في تاريخها..

2- الحدث الثاني: ما جرى من ابادة جماعية لقطاع غزة من قبل اسرائيل، اصبحت محل او شبه اجماع اممي ودولي وقانوني له ما بعده، ويتفاعل بسرعة…

3- الحدث الثالث: حالة المقاومة العنيدة والصلبة والتي مازالت مستمرة، امام جيش مجحفل جرار، ومع ذلك كبدت اسرائيل خسائر بشرية غير مسبوقة..

  اننا أمام اسطورة وملحمة وسابقة، ما زالت تتفاعل، لا يمكن اخضاعها للاستدلال التقليدي..

ننتظر ونراقب، والمفاجآت كثيرة ومتنوعة، والنهايات التقليدية ايضا صعبة ومعقدة ..

كاتب اردني