استنكر ناشطون عمانيون بتويتر ظهور بعض السياح في الأماكن العامة بالسلطنة، بملابس لا تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع العماني المحافظ، ومخالفة للاشتراطات العامة التي تحددها وزارة السياحة العمانية.
ملابس بحر مكشوفة
ونشرت حسابات عمانية بتويتر صورا لمجموعة من السائحين في السلطنة، يرتدون ملابس البحر المكشوفة ويتواجدون بالقرب من حي سكني. ما تسبب في موجة جدل بين العمانيين.
وعلق حساب “هبوب الشمال” ناشر تلك الصور وزارة السياحة العمانية مخاطبا بقوله: “إلى وزارة السياحة: من المسؤول عن تثقيف السياح بعادات وتقاليد والقيم الإسلامية للبلاد.”
وتابع تساؤلاته: “هل هذه المناظر ترضي القائمين على السياحة أن تشاهد من قبل السياح قريب من الأحياء السكنية ولا توجد حرمة للأهالي.. من منا يرضي لأبنائه وأهله أن يشاهدوا هذه المناظر المخلة؟”.
المكاتب السياحية في السلطنة
وألقى ناشطون باللوم على وزارة السياحة لعدم “محاسبة وتثقيف المكاتب السياحية في السلطنة بأهمية تبليغ السياح بما يجب عليهم عمله، عند أخذهم للسياح في جولات سياحية. وأن تكون هناك مراعاة خاصة قرب الأحياء السكنية.”
وبينما رأى البعض أن احترام عادات وتقاليد المجتمع أمر مهم ويجب لفت نظر السياح له، شدد آخرون على أن هذه المعايير لا يجب أن تطبق على السائح الأجنبي إذا رغبت السلطنة في رفع إيراداتها من السياحة حيث يجب أن يشعر السائح بالحرية، حسب وصفهم.
وكتبت نهى علي معلقة على الصورة المتداولة: “ربما جايه من بركة السباحة في وادي الشاب، وستبدل ملابسها لاحقا في الفندق.”
رأي آخر
ليرد عليها ناشط آخر: “وهل مسموح لها تسبح في وادي شاب بهذي الملابس !؟نطالب الجهات المعنية والأمنية التدخل لوقف هذه الظاهرة الغير مقبولة وإلزام السياح باحترام خصوصية البلد ومعاقبة كل شخص يخالف القوانين.”
فيما كتبت سعيدة مستنكرة ما وصفته بالتضييق المبالغ فيه: “يطالبوا بالسياحة عشان تزيد الاقتصاد في البلد ولما يجيوا السياح مايعجبهم.”
وأضافت: “ترا لازم تتقبل الغيير عشان يكون عندك سياحة وتوفر الاشياء التي يريدوها ويجيوك لبلدك.. مايعجبكم شي ..خل الناس تستانس ..وناس تترزق.”
وعلى نفس الخط كتب ناشط آخر: “اجانب، تريدوهم يلبسوا برقع؟”
وأوضح: “اولا :المنطقة السكنية فوق وما جنب مدخل الوادي. ثانيا: غضوا البصر لما تشوفو شي وما يعجبكم.. شكرا”.
سياحة داخلية
أحد المغردين العمانيين عبر عن وجهة نظره بالقول: “الي يريد سياح يتحمل مثل هذه المناظر واكثر بعد. مافي شي مثالي في السياحة تريد سياح اكثر ودخل اكثر افتح البلد ولاتعمل شروط ع اللبس. ولازم توفر لهم كل الي يريدوه.”
مضيفا:”ماترضى بهالمناظر والانفتاح عليك ان ترضى بالسياحة الداخلية والعائلية. وبالتاكيد المردود اقل بكثير لذلك الخيار في ايديكم.”
فيما هاجم جاعد بن خروص وزارة السياحة العمانية وحملها المسؤولية: “وين اللوحة الارشادية في المناطق السياحية إذا حد مفروض يتحاسب هو وزارة السياحة.”
وأوضح: “لو اللوحات موجودة بطريقة صحيحة ما راح نشوف هذا الأشياء. أنا شخصيا شفت نفس الشيء بس بكل احترام خبرت البنت ممنوع و قالت شكرا. ورجعت السيارة وغيرت بس من المفترض يكون لوحة موجودة تنبه”.
رقية العلوية دونت من جانبها مستنكرة هذه المشاهد: “من ٨ سنين زرت هوية نجم وحصلت مثل الأشكال يسبحوا. استحينا ننزل او نشوف من فوق وامامنا هالمناظر تقول كنعد يسبح فالماي.”
معاناة سكان المناطق السياحية
وخالف آخر رأي المستنكرين: “اولا هذا وادي واغلب السواح يدخلوا الوادي بدون عن يمروا بالاحياء السكنية.. ثانية اهل المنطقة مستفيدين من السياحة. لذلك ما تدخلوا في طريقة لبس السواح من سنوات. لانهم يعرفوا ضرر هذا الشي عليهم ولا اعتقد في احد اشتكى لك.”
لترد عليه ناشطة باسم سامية بنت أحمد: “السياح يمروا كذا بين الحارات. وهناك أدوية على جوانب الشارع ويتسبحوا فيها وهم بهذه الهيئة.. لا تدافع عنهم وأنت ماعشت الوضع، اللي يسكنوا في المناطق السياحية يعانوا منهم .”
“أبوحشر الصواعي” شدد على أن هذا هو دور المكاتب السياحية والمرشدين. وكتب:”بصراحة تقصير كبير من وزارة السياحة عدم وجود معرفين لكل موقع سياحي. أو رجل أمن يساعد في الرد على استفسارات أو مرشد سياحي موظف يساعد السياح في الرد على اي استفسار.”
دليل قواعد اللباس في عُمان
وكان أشهر موقع سفر بالعالم “ذا ترافيل thetravel“، شدد في تقرير له قبل أيام على أهمية ارتداء الملابس المناسبة للتقاليد والثقافة العمانية عند السفر إلى سلطنة عمان.
وذكر التقرير أنه قد تكون قواعد اللباس في عمان مربكة”. ونشر دليل شامل حول ما يجب أن ترتديه هناك.
وفي هذا السياق أوضح تقرير “ذا ترافيل”، بأن الدول الغربية لديها نهج متساهل للغاية في ارتداء الملابس. لكن سلطنة عمان من ناحية أخرى، لديها قواعد لباس متحفظة إلى حد ما.
وتابع: ”في الواقع هم بلد مسلم وهناك قواعد أكثر صرامة في قواعد اللباس بخلاف أجزاء من العالم. لذلك يحتاج السائحون إلى النظر في ملابسهم بشكل عام قبل الذهاب إلى عمان.”
تغطية الجسد
ونصح الموقع الرجال بارتداء القمصان التي تغطي أكتافهم والسراويل الطويلة. لأن السراويل القصيرة لا يسمح لها بدخول المساجد.
ولفت التقرير إلى لأن هذا لا ينبغي أن يكون مصدر قلق لأن الكثيرين لا يرتدون السراويل القصيرة في عمان.
وفي هذه الأثناء ايضا يطلب من النساء ارتداء قميص بأكمام طويلة حتى المعصم. وبنطلون طويل وتنورة تغطي الكاحل، وحجاب الرأس أو شال خفيف لإخفاء شعرهن.
وتابع تقرير “ذا ترافيل” أنه نظرًا لأن عمان صارمة للغاية بشأن الأزياء العامة لسكانها المحليين وحتى السياح. فمن الأفضل للسائحين ارتداء ملابسهم وفقًا لذلك.
خاصة وأن السكان المحليين في عمان هم تقليديون للغاية ومكرسون ثقافيًا لتعاليمهم. لذا من الجيد تجنب ارتداء الجينز الممزق والملابس الكاشفة.
تجنب ارتداء السراويل القصيرة
وبحسب التقرير يجب على السكان المحليين وحتى الأجانب تجنب ارتداء السراويل القصيرة والقمصان بلا أكمام والملابس الاستفزازية الأخرى عند زيارة المراكز التجارية بالسلطنة.
ويرجع إلى التغيير الأخير في القانون الذي يتطلب من الجنسين ارتداء ملابس محتشمة عند الخروج في الأماكن العامة.
ويعاقب على مخالفات الآداب العامة بغرامة في قانون العقوبات العماني، وفقًا للمادة 294 من قانونهم. لذلك لا بد من تجنب أي مشكلة قانونية.
