في خطوةٍ جريئةٍ وغيرِ مسبوقٍة، اتخذَ الأمينُ العامِ للأممِ المتحدةِ، أنطونيو غوتيريش، قرارًا بإدراجِ جيشِ الاحتلالِ الإسرائيلِي ضمنَ لائحةِ الدولِ المنتهكةِ لحقوقِ الأطفالِ، وهيَ الخطوةُ التي تؤشرُ لبدايةِ نهايةِ عهدِ اللَّاعقابِ الذي استفادَ منهُ الاحتلالُ على مداِر عقودٍ من الزمنِ بانتهاكِ حرمةِ الأبرياءِ دونَ حسيبٍ ولا رقيبٍ.
على الرُغمِ من أهميةِ إدراجِ الاحتلالِ ضمنَ ما يُعرفُ بـ “لائحةِ العارِ”، إلَّا أنَّ الخطوةَ جاءت متأخرةً، إذْ تفيدُ أرقامٌ صادرةٌ عن مؤسساتٍ دوليةٍ أنَّ خمسينَ بالمائةِ من الشهداءِ الفلسطينيين من فئةِ الأطفالِ وهوَ ما يعكسُ وحشيةُ الجرائمِ الصهيونيةِ المرتكبةِ على الأقلِ منذُ السابعِ أكتوبر في إطارِ تكريسِ مشروعِ إبادةٍ جماعيةٍ بحقِ الفلسطينيين لا تَستثْنِي أجندتِهاَ كبيرًا ولا صغيرًا.
الخطوةُ المتقدمةُ في إطارِ تجريمهِ، لم تردعْ الاحتلالَ الإسرائيلِي الذي ردَّ على قرارِ الأممِ المتحدةِ بارتكابِ جريمةٍ نكراءَ في مخيمِ النصيراتِ راحَ ضحيتَها عشراتُ الشهداءِ بينَهم أطفالٌ، في رسالةٍ تؤكدُ مجددًا دوسَهُ على القانونِ الدولِي ومن يسهرُ على تطبيقهِ.
أكدَ السفيُر عمر عوض الله، مساعدُ وزيرِ الخارجيةِ الفلسطيني للأممِ المتحدةِ لــ “الجزائر الدولية” أنَّ قرارَ إدراجِ “إسرائيل” على “لائحةِ العار” هو خطوةٌ “متأخرةٌ” تأتِي بعدَ سلسةٍ من الجرائمِ بحقِ الأطفالِ والأبرياءِ إذ كانَ الأجدرُ أنْ تأتِي قبلَ السابعِ من أكتوبر.
واستندَ عوض الله في ذلكَ إلى إقرارِ محكمةِ العدلِ الدوليةِ بأنَّ خمسينَ بالمائةِ من شهداءِ الجرائمِ الصهيونيةِ أطفالٌ فقط بعدَ أحداثِ السابعِ أكتوبر، مضيفًا: “الاحتلالُ المجرمُ يقتلُ الأطفالَ ويحاولُ قتلَ مستقبلِ الشعبِ الفلسطينِي وهو شكلٌ من أشكالِ الإنصافِ المتأخرِ”.
بالمقابلِ، أكدَ أنَّ الخطوة التي قالَ إنَّها تأتِي نتيجةَ “تراكمِ مساءَلاَتٍ دوليةٍ بشأنِ محاسبةِ الاحتلالِ”، ستمسحُ للدولِ المؤيدةِ للشرعيةِ الدوليةِ باتخاذِ خطواتٍ متقدمةٍ لمحاسبةِ الاحتلالِ الإسرائيلِي على أحدِ أهمِّ الفصولِ المتعددةِ لجرائمِهِ الشنيعةِ.
لعلَّ الرئيسَ الجزائري، عبد المجيد تبون أولُ من طالبَ بمحاسبةِ الاحتلالِ الصهيونِي وملاحقَتِه دوليًا نظيرَ الجرائمِ التي يرتكبُها بحقِ الفلسطينيين، يقولُ السفيرُ عوض الله، إنَّها الشرارةُ الأولَى لفتحِ النقاشِ حولَ محاسبةِ الاحتلالِ الإسرائيلِي قبلَ أنْ يمتدَ إلى دعوَى جنوبْ إفريقيا بالعدلِ الدوليةِ مرورًا بإصدارِ الجنائيةِ الدوليةِ أوامرَ قراراتٍ باعتقالِ قادةٍ ومسؤولينَ إسرائيليين.
وأشادَ الدبلوماسيُ الفلسطينيُ بجهودِ الجزائرِ الداعمةِ للقضيةِ الفلسطينيةِ داخلَ الأممِ المتحدةِ التي وصفَها بـ “الضاربةِ في عمقِ التاريخِ”، قائلًا: “الدعمُ الجزائريُ لم يتوقفْ يومًا بلْ في تزايدٍ مستمرٍ”.
كما استعرضَ المتحدثُ جهودَ الجزائرِ داخلَ مجلسِ الأمنِ كعضوٍ غيرِ دائمٍ، انطلاقًا من تقديمِ مشاريعَ قراراتٍ لفرضِ وقفِ إطلاقِ نارٍ وإدخالٍ للمساعداتِ بالقطاعِ وتوفيرِ الضماناتِ اللازمةِ لحمايةِ الفلسطينيين، علاوةً على التصدِي لمخططاتِ الاحتلالِ الخبيثةِ وفي مقدمَتِها التهجيرُ القسرِي.
من قلبِ مقرِ الأممِ المتحدةِ بحكمِ منصبهِ كمساعدٍ لوزيرِ الخارجيةِ الفلسطيني للهيئةِ، أكدَ السفيرُ عوض الله أنَّ الأممَ المتحدةِ تحررتْ من قيودِ الابتزازِ الإسرائيلِي الذي كانَ يشدُ الخناقَ عليهَا على مدارِ عقودٍ من الزمنِ.
هذا وأشادَ بمَا وصفَهُ بـ “جرأةِ وشجاعةِ” الأمينِ العامِ للأممِ المتحدةِ في اتخاذِ قرارِ إدراجِ جيشِ الاحتلالِ الصهيونِي ضمنَ قائمةِ منتهكِي حقوقِ الأطفالِ وهيَ الخطوةُ غيرِ المسبوقةِ في تاريخِ الهيئةِ التي تأسستْ سنة ألفٍ وتسعِ مئةٍ وخمسةٍ وأربعين.
وأشارَ ذاتُ الدبلوماسِي إلى أنَّ ملامحَ تحررِ الأممِ المتحدةِ بدأتْ تبرز منذُ إقدامِ غوتيريش على تفعيلِ المادةِ التاسعةِ والتسعين قبلَ أشهرٍ، متفائلًا بإسقاطاتِ ذلكَ –التحررِ- على صيانةِ القانونِ الدولِي من محاولاتِ التطاولِ وفرضِهَا على الجميعِ دونَ أيِّ استثنَاءَاتٍ.
السفيرُ عمر عوض الله أكدَ في حديثهِ المطولِ مع “الجزائرِ الدولية” أنَّ المجزرةَ الشنيعةِ التي ارتكبَها الاحتلالُ الإسرائيلِي بمخيمِ النصيراتِ وراحَ ضحيتَها عشراتُ الشهداءِ تأتِي كردٍ على قرارِ إدراجهِ ضمنَ “لائحةِ العار”.
وقال السفيرُ إنَّ مجزرةَ النصيراتِ التي راحَ ضحيتَها عشراتُ الأطفالِ تؤكدُ مجددًا أنَّ ” إسرائيلَ” دولةٌ مارقةٌ تعتقدُ أنَّها فوقَ القانونِ والشرائعِ الدوليةِ.
فيما ألحَ المتحدثُ على ضرورةِ اتخاذِ المجتمعِ الدولي لخطواتٍ سريعةٍ من أجلِ محاسبةِ الاحتلالِ على جرائمِهِ ووقفِ عدوانهِ المدمرِ بالقطاعِ، وهيَ المسؤوليةُ التي حمَّلَهَا لمجلسِ الأمنِ الدولِي.
المصدر : al24news