موقع المغرب العربي الإخباري :
في28 نوفمبر2011 وبسبب خطأ فني في تقنية الاتصالات كشف عن فحوى حوار صريح جرى بين الرئيس الفرنسي ((نيكولاي ساركوزي))والرئيس الاميركي آنذاك((باراك اوباما)) حول نتنياهو.
حيث سمع الصحفيون ((ساركوزي)) يصف رئيس الوزراء الاسرائيلي ((بنيامين نتنياهو)) بانه كذاب، ورد على ذلك الرئيس ((اوباما)) بقوله انه ((مضطر للتعامل معه في كل يوم)). كان ذلك عقب انتهاء مؤتمر صحفي للرئيسيين في مدينة ((كان)) التي شهدت انعقاد قمة العشرين آنذاك.
وظن الرجلان ان منظومة الترجمة الفورية قد اطفئت وانخرطا في حديث خاص لكن بعض الصحفيين سمعوا ما جرى. وهي فضيحة دبلوماسية لكنها تؤشر على حقيقة طالما عرفناها نحن. نتنياهو كذاب وانتهازي ومرواغ وهو ايضا فاشي بامتياز. وسبق وأن قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، ((أرئيل شارون))، إنّ ((نتنياهو يعمل كلّ شيءٍ من أجل مصالحه الشخصيّة))، مُشدّدًّا على ((أنّ الرجل يتصرّف كما لو أنّه مُصاب بمسٍّ من الجنون))، على حدّ وصفه. وسرد ((يوفال)) رئيس ((معهد الدراسات العقلية))، صفات نتنياهو السيئة قائلاً، ((إنّ “أول صفة سيئة يمتاز بها البخل الشديد، فهي صفة قبيحة، لأنّه يطلب طيلة الوقت هدايا وامتيازات من الآخرين، ولا يجد نفسه مضطرًا مرةً واحدةً أنْ يخرج محفظته من جيبه، والمشكلة هنا أنّه لا توجد هدايا مجانية، فمن يعطي الهدايا يحصل على قوة تأثير على نتنياهو، وحين يكون رئيس الحكومة، يصبح الأمر خطرًا على الدولة“.
وأضاف أنّ “نتنياهو يحب المتعة، وهذا خطر على الدولة، لأنّه مستعد أنْ يتنازل عن أشياءٍ كثيرةٍ مقابل عدم حرمانه من الاستمتاع بالحياة الجميلة، وقد كشفت ذلك سلسلة الدعاوى القضائية عليه، فالزعيم الذي لا يمتلك القدرة على التضحية لا يصلح أنْ يقود، نتنياهو يُحّب أنْ يعش حياة المليارديرات، مع أنّه حين تكون مواطنًا عاديًا فهذا حقك، لكن حين تصبح رئيس حكومة إسرائيل، فهذا أمر يخصنا نحن الإسرائيليين“.
وأوضح أنّ “الصفة الثالثة السيئة لنتنياهو أنّه كاذب، ونتنياهو من أكثر الكذابين في العالم، لديه القدرة أنْ يقود الناس المتضررين من مصائبه، ويجعلهم يسيرون خلفه وعيونهم مفتوحة بسعادةٍ، وإقناعهم بعدم صحة الاتهامات الموجهة ضده، رغم توفر البيانات والأدلة الدامغة“.
ورأى أنّ “نتنياهو لديه صفة رابعة سيئة هي أنّه جبان، بل الأكثر جبنًا في تاريخ رؤساء الحكومات الإسرائيلية، هذه مشكلة كبيرة، حتى إنّه بات يخاف من ظلّه الذي يلازمه، لذلك فهو يهرب ويهرب ويمتنع عن الحسم في كلّ شيءٍ”.
واختتم: “نتنياهو كثير البكاء والشكوى، وهذا ليس خطيرًا على إسرائيل فقط، وإنّما يسرع في تقسيمها، وانفراط عقدها، يكفيك بيبي، آن أوان نهاية حياتك السياسيّة، والبدء من جديد مع زعيمٍ آخر، اتركنا، واذهب فورًا إلى البيت“، وقال عالم الاجتماع الإسرائيليّ.واليوم يكرر نتنياهو أكاذيبه ويفضحها الاخرين حيث أفاد أفاد المحلل العسكري الاسرائيلي ((ألون بن دافيد)) بأن ((إسرائيل)) لم تعثر على أي نفق صالح للاستخدام تحت ((محور فيلادلفيا)) على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مفندا بذلك رواية رئيس الوزراء ((بنيامين نتنياهو)) بهذا الخصوص.
ويصر نتنياهو على استمرار احتلال محور فيلادلفيا، ويدعي أنه يتم تهريب أسلحة إلى قطاع غزة عبر أنفاق تحت المحور.وقال بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية بالقناة “13” مساء الثلاثاء الموافق 3/ 9/2024: “لم يتم العثور على نفق واحد مفتوح في الأراضي المصرية، ولم يتم العثور على نفق واحد صالح للاستخدام تحت محور فيلادلفيا”.
وفند المحلل الإسرائيلي الرواية المتداولة عن أن محور فيلادلفيا “نهر متدفق من تهريب الأسلحة إلى غزة”، واعتبرها “غير صحيحة”. ونافيا صحة حديث نتنياهو عن أن أسلحة حركة “حماس” تم تهريبها من تحت المحور، وأفاد بن دافيد بأن “80 %من الأسلحة يتم إنتاجها ذاتيا في غزة”. وادعى نتنياهو في مؤتمر صحفي باللغة الإنجليزية مساء يوم الأربعاء وآخر بالعبرية مساء الثلاثاء في اوائل الاسبوع الاول من سبتمبر2024، أنه يتم تهريب السلاح إلى غزة من خلال محور فيلادلفيا.وقال مساء الأربعاء: “بمجرد أن غادرنا جانبنا من محور فيلادلفيا، دخلت الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار والذخيرة ومعدات تصنيع الأسلحة ومعدات حفر الأنفاق”.وحمل حديث نتنياهو اتهاما مبطنا للقاهرة، وهو ما انتقدته بشدة مصر ودول أخرى عربية وغير عربية، بينها تركيا.
وفي الاتجاه ذاته قالت صحيفة ((هآرتس))الاسرائيلية ((إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد السيطرة على كذبه كما يحدث له عندما يكون تحت الضغط، خاصة أنه محشور في الزاوية بسبب ضغوط الدعوة إلى صفقة المحتجزين والولايات المتحدة)).وذكرت الصحيفة -في تقرير ((لأنشيل فيفر))- أن نتنياهو قال في لقاء مع أقارب المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة إنه “خلافا لما يقال، لا يوجد أي اقتراح حقيقي من جانب حماس” وهذا غير صحيح، وفقا لفيفر.وأضاف الكاتب “سأقول ذلك بكل وضوح قدر استطاعتي، ليتساءل بعد ذلك “من قال إن هناك اقتراحا من حماس؟ ويرد بأن نتنياهو هو نفسه من قال قبل أقل من 24 ساعة “إنني أرفض تماما شروط الاستسلام التي يطرحها وحوش حماس”.وبالتالي -يشير الكاتب- إلى أنه ليس هناك اقتراح فحسب، بل إن معه شروطا فعلية واصل نتنياهو تفصيلها، إذ قال “مقابل إطلاق سراح رهائننا تطالب حماس بإنهاء الحرب وانسحاب قواتنا من غزة وإطلاق سراح القتلة والمغتصبين من النخبة وترك حماس في مكانها”.وفي الوقت نفسه، لا يزال نتنياهو يحاول الكذب على الرئيس الأميركي ((جو بايدن))، فقد أعطاه الانطباع بالاستعداد للنظر في أشكال معينة من الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ثم لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي وكتب “لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على غرب الأردن، وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية”.أنه فعلا كذاب وفاشي بأمتياز.
بروفيسو ر العلوم السياسية والعلاقات الدولية
انسخ الرابط :
Copied