في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم، يبدو أن الوعي الجمعي بات يتحرر من قيود التعتيم الذي طالما غلّف الجرائم المرتكبة بحق الشعوب المضطهدة. لقد بات واضحًا لكل عين ترى وأذن تسمع أن الاحتلال الصهيوني يمارس من الجرائم ما لا يُغتفر، في ظل انتهاكات صارخة لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية. من غزة المحاصرة إلى القدس المحتلة، يتواصل النزيف في قلب الأمة العربية، وما زال المحتل يروج لرواياته الزائفة، محاولاً إضفاء الشرعية على احتلاله.
كلمةٌ يُراد لها أن تُسكت ضجيج الحق
يستعد بنيامين نتنياهو للوقوف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعيد مرة أخرى سرد روايته المهترئة. روايةٌ تصف المعتدي بالمظلوم، والمظلوم بالمعتدي، بينما الأرض تشهد والشعوب تصرخ: لن نكون شهود زور. في هذا المحفل، يُرتقب من الحضور الوقوف في وجه الكذب المكشوف، ليس بالكلمات فقط، بل بالمواقف. هنا، تأتي دعوتنا واضحة لكل الضمائر الحية، وخاصة للقادة العرب الحاضرين، بأن يقفوا مع الحق ويرفضوا هذا الخطاب بخروجهم. إن كان الخروج من القاعة هو خياركم، فليكن، وإن لم يكن، فليُرفع العلم الفلسطيني، رمز المقاومة والعزة.
حين يكون الصمت جريمة.. المقاومة بالرمز والكلمة
ليس خافيًا أن الفعل أحيانًا يبدأ برمز بسيط. فرفرفة علم فلسطين في وجوه من يدّعون السلام وهم يغتصبون الأرض، هو أقوى رسالة يمكن أن تُبعث في تلك اللحظة. فلتكن هذه اللحظة إشارة جديدة للعالم بأن فلسطين ما زالت تنبض في قلوب الملايين، وأن الاحتلال لن يلقى إلا الرفض في كل الساحات الدولية. فالقيم الإنسانية لا تُباع ولا تُشترى.