“ما هذا المهرجان؟ من هذا اللاعب؟ ما هذا الهدف؟”. بهذه العبارات على صفحته في “تويتر”، وجه نادي مرسيليا الفرنسي التحية إلى لاعبه الجديد المغربي عز الدين أوناحي، بعد تسجيله هدفه الأول مع الفريق قبل أيام في المباراة أمام نانت في الدوري الفرنسي.
هذا الهدف يستحقّ أجمل الأوصاف، سواء في توقيته أو كيفيته، إذ إن أوناحي لم ينتظر سوى بضع دقائق في مباراته الأولى لتسجيله منذ انضمامه إلى الفريق قادماً من صفوف أنجيه قبل أيام. أما كيفيته، فكانت لا تصدق، إذ إنَّ هذا الهدف لا يسجله إلا اللاعبون الكبار، لأن أوناحي تسلّم الكرة، وتلاعب بالمدافع مرتين، وسدد الكرة في الشباك.
بالتأكيد، لم يكن أوناحي يحلم بأفضل من هذه الطريقة ليبدأ مشواره مع فريقه الجديد. وفي المقابل أيضاً، لم يكن مرسيليا ينتظر من نجمه الواعد البالغ 22 عاماً فقط ما قدمه في بضع دقائق.
🕺 gauche, droite, frappe ⚽️
Le résumé #FCNOM est disponible 👉 https://t.co/CHnbOuPsNp pic.twitter.com/ev0SATVOET
— Olympique de Marseille (@OM_Officiel) February 1, 2023
يكفي، إضافةً إلى عبارة مرسيليا في تحية لاعبه الجديد على هدفه، تصرّف مدرب الفريق إيغور تودور بالتعبير عن دهشته بالهدف للاستدلال على أهمية هذه الانطلاقة.
أما بعد المباراة في مواقع التواصل، فكان دور مشجعي مرسيليا ليعبروا بكل الطرائق عن ذهولهم بهذا الهدف. وقد كتب أحدهم على سبيل المثال: “أوناحي، هل نحن في كأس العالم؟”.
البداية في المونديال
هذا التساؤل يبدو صائباً وفي محله، إذ إن كل شيء مع هذا اللاعب بدأ في كأس العالم 2022 مع منتخب المغرب، فقد قدم أوناحي الروائع، مظهراً موهبته الفذة ومهارته، وقد كان أحد “اكتشافات” البطولة وأحد اللاعبين المؤثرين في تأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ قارة أفريقيا وتاريخ العرب.
بعد المونديال، كان من المؤكد أن أوناحي لن يبقى في صفوف فريقه أنجيه. وبالفعل، فإن الكثير من الأندية الأوروبية تسابقت لإبداء رغبتها في ضمه إلى صفوفها، ومن بينها أندية كبرى، على غرار نابولي الإيطالي وبرشلونة الإسباني، وظل اسم أوناحي يتصدر العناوين في التقارير الصحافية حول وجهته المقبلة لتكون في مرسيليا.
لماذا اختيار مرسيليا؟
ما يمكن قوله هو أنَّ انضمام أوناحي إلى مرسيليا كان لعدة أسباب، إذ إن هذا اللاعب اختار أن يبقى في الدوري الفرنسي الذي يعد معتاداً على أجوائه، خصوصاً أنه يجيد اللغة الفرنسية، لكن الفرْق أنه أصبح الآن في فريق أكثر شهرة، وهو بطل سابق لأوروبا.
كذلك، فإن مرسيليا يحظى بجماهيرية كبيرة لدى المهاجرين المغاربة الموجودين بكثرة في هذه المدينة الساحلية.
إضافة إلى ذلك، فإن الدوري الفرنسي بات يجذب أهم النجوم، من بينهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهذا ما يحفز اللاعبين ليلعبوا في منافساته، فكيف إذا كان مرسيليا هو الغريم في فرنسا لباريس سان جيرمان؟
لذا، إنّ حظوظ تألّق أوناحي يمكن أن تكون عالية في مرسيليا، ما سيقوده إلى فريق أهم وبطولة أهم مستقبلاً.
في كل الأحوال، هكذا كانت انطلاقة أوناحي مع مرسيليا، وهو اليوم سيلعب مباراته الثانية أساسياً أمام نيس. وعلى الأرجح، فإن اسمه في مرسيليا وفي البطولة الفرنسية سيلمع أكثر.