هكذا تحول عدد كبير من المستوردين إلى مصدرين في الجزائر

فتحت العديد من المؤسسات الصناعية الجزائرية، المجال لعدد من المتعاملين الاقتصاديين، لولوج نشاط التصدير. وتحوّل، بذلك، البعض من مستوردي سلع إلى مصدّرين لها، منها مواد البناء، والتغليف، ومنتوجات أخرى تنتج محليا، وهي، الآن، تلقى اهتماما ورواجا كبيرين خارج الوطن، لنوعيتها وجودتها، واستجابتها للمعايير والمقاييس الدولية المعمول بها.

تُعد مسألة تشجيع نشاط الإنتاج الوطني، توجها قائما في السياسة الاقتصادية للجزائر، وضرورة ملحّة يعوَّل عليها لدعم الاقتصاد الوطني. وترتكز هذه السياسة على أولوية تغطية  احتياجات السوق الوطنية من مختلف السلع كمرحلة أولى، بهدف التقليل من فاتورة الاستيراد، وولوج نشاط التصدير كمرحلة ثانية، بهدف توفير مداخيل بالعملة الصعبة خارج المحروقات. وحسبما لمسناه وصرح لنا به بعض المتعاملين الاقتصاديين من الذين شاركوا بمنتوجاتهم  في معرض الجزائر للإنتاج الوطني، فإن من المؤسسات الاقتصادية من تَوجه أصحابها بنشاطه الصناعي إلى تصدير منتوجه، ومنهم من يوفر منتوجاته لعدد من المتعاملين الاقتصاديين، من الذين كانوا ينشطون في مجال الاستيراد، فتحولوا، بذلك، من مستوردين  للسلع إلى مصدّرين لها.

كينغ “إي.أم .أل“ لإنتاج مواد الرزم

تُعد كينغ “إي.أم.أل“ للبلاستيك، شركة وطنية لصناعية وتسويق مواد الرزم البلاستيكي باختلاف أنواعها، وهي متخصصة في البلاستيك المحقون. وتنتج الشركة، حسب مديرها التجاري المهري فاروق في تصريح لـ “المساء“، لاصقة مدمجة في علب التغليف غير قابلة للنزع. وتمكنت، بنسبة 100 ٪، من إنتاج الأوعية الخاصة بعدد من منتوجاتها، بعد أن كانت تستوردها من الخارج .  وقد أدى هذا المشروع، حسب محدثنا، إلى توسيع مجال نشاط الشركة، واستقطابها اهتمام متعاملين اقتصاديين، تحوّلوا من مستوردين إلى مصدّرين، على غرار متعامل كان يستورد الكراسي البلاستيكية الخاصة بالأطفال، ومختلف الألعاب، فتحوّل إلى تصدير هذه المنتوجات التي توفرها له الشركة. وبخصوص النشاط المباشر لهذه المؤسسة الاقتصادية في محال التصدير، أكد المتحدث وجود طلب على المنتوج من ليبيا، وكوديفوار، وموريتانبا، وتونس، لكن ما يعيق الأمر، هو مشكل النقل. والأكثر من ذلك، أن الشركة قادرة على الاستثمار في إفريقيا.

“كارد بورد“ من السوق المحلي إلى الأسواق العالمية

تُعد شركة “كارد بورد“ مؤسسة اقتصادية وطنية، تأسست في 2017، متخصصة في إنتاج مواد التغليف الخاصة بالحلويات، والكيسات، والمواد الغذائية. وحسب ممثلها دخلي سفيان، فقد وسّعت الشركة نشاطها إلى إنتاج علب الحلويات، والشمع المعطَّر الخاص بالتزيين. ويفيد المتحدث بأن الشركة تلبي احتياجات عدد من المتعاملين الاقتصاديين، لتصدير المنتوج إلى كل من فرنسا، وإسبانيا، وموريتانيا، وتونس. كما إنها بصدد ولوج مجال التصدير في ظل الرواج الذي تلقاه مختلف منتوجاتها في أوروبا.

مواد البناء الجزائرية في السوق الخارجية 

الشركة الجزائرية لإنتاج مواد البناء، مجمع صناعي محلي، متخصص في صناعة مواد البناء على اختلافها، منها المواد الحمراء، على غرار الآجر، بالإضافة، إلى الإسمنت الخفيف، ومواد العزل الحراري. كما تنتج مواد توفر عن مستعمليها استهلاك الطاقة، وهي اقتصادية بمعايير مدروسة. وحسب ممثل الشركة عباس محمد، فقد فتح المجمع المجال أمام المستثمرين، لولوج مجال التصدير، لما تتوفر عليه منتوجاتنا المختلفة، من جودة عالية، يضيف المتحدث. والمجمع بصدد البحث عن أسواق خارجية لتسويق منتوجاته، التي تعتمد المقاييس الدولية المعمول بها في هذا المجال.

متيجة لتحويل اللحوم

تنتج شركة “متيجة“ لتحويل اللحوم بالعاصمة، حسب مسؤولة إدارة مبيعاتها سواشي عزيزة، 25 منتوجا متنوعا. ويرتكز نشاطها على تلبية الطلب المحلي من هذه المادة، التي  باتت تشهد استهلاكا واسعا وملحوظا من قبل العائلات الجزائرية. وتفيد المتحدثة بأن منتوجات الشركة تستجيب لمقاييس ومعايير الجودة، والنوعية المعتمدة  في هذا المجال. وتسعى المؤسسة بالدرجة الأولى، حسبها، إلى تلبية الطلب المحلي، وتغطية السوق الداخلية من هذا المنتوج، ثم الانتقال إلى تلبية طلبات التصدير التي تتلقاها الشركة من قبل عدد من المتعاملين.

الخل الجزائري مطلوب في أوروبا

يُعد المجمع الصناعي “جي . في . سي “ أحد المؤسسات الصناعية المتخصصة في إنتاج  مادة الخل بأنواعه، منه المركز، وخل المائدة، وخل التفاح الطبيعي، بالإضافة إلى الخل  الموجه للاستعمالات المنزلية. وحسب المدير التجاري للمجمع، فإن هذا الـمجمع عبارة عن مؤسسة اقتصادية عائلية في ولاية قسنطينة، وسّعت مجال نشاطها الإنتاجي، إلى إنتاج ماء الورد، وماء الزهر، وقارورات التعبئة البلاستيكية. وانطلقت الشركة اعتبارا من سنة 2003، في عملية تصدير المنتوح إلى الخارج، وتحديدا إلى كل من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وتونس وليبيا. وبالنسبة للمتحدث، فإن الإنتاج المحلي في هذا المجال، يلقى صعوبات في اقتناء المادة الأولية، التي تدخل في إنتاج الخل، والمتمثلة في مادة الكحول. ويؤدي عدم توفرها بالقدر الكافي، إلى تراجع نسبة الإنتاج إلى حدود النصف يوميا، وهو ما يعيق توفير المنتوج بالقدر الكافي، سواء في السوق الداخلية أو الخارجية.

المصدر وكالة المساء